منع جماهير الجيش الملكي من دخول ملعب بيراميدز: إهانة للجمهور المغربي وازدواجية المعايير.

   

         في حادثة تثير الكثير من التساؤلات والاحتجاجات، تم منع 1500 مشجع مغربي من دخول ملعب بيراميدز المصري لحضور مباراة فريق الجيش الملكي ضد نادي بيراميدز، هذا التصرف غير المقبول يعكس نهجًا متكررًا من قبل السلطات المصرية في تعاملها مع الجماهير المغربية، ويثير عدة تساؤلات حول سبب هذا التفاوت في المعاملة بين الفرق والجماهير المغربية والأخرى العربية والأجنبية.

          من المعلوم أن المغرب لطالما استقبل الفرق المصرية وغير المصرية بترحاب كبير، حيث يتم استقبالهم بأعلى درجات الاحترام والتقدير دون أي شروط أو قيود، وهو ما يعكس الكرم المغربي وتقاليد الضيافة التي يشتهر بها. لكن، في المقابل، نجد أن نفس الاحترام لا يُبادَل به الجمهور المغربي في بلدان أخرى، كما هو الحال في مصر، حيث يتم التعامل مع الجماهير المغربية بطريقة مهينة وغير لائقة.

          الاعتداء على حق الجماهير المغربية في حضور المباريات داخل الملاعب هو بمثابة تنقيص لكرامتهم كجماهير وكأفراد ينتمون إلى بلد يعامل الجميع بإنصاف واحترام، كما أنه يعكس ازدواجية في المعايير، حيث يتم التساهل مع دخول الجماهير المصرية إلى الملاعب المغربية، بينما يُمنع الجمهور المغربي من دخول الملاعب المصرية تحت ذرائع غير مقنعة.

           هذه الحادثة تطرح تساؤلات جدية حول مسؤولية الجهات الرياضية المغربية، وخصوصًا القائمين على شؤون كرة القدم في البلاد. هل من المقبول أن تستمر هذه التنازلات، في الوقت الذي يُعامل فيه الجمهور المغربي بهذا الانحطاط في دول أخرى؟ هل يمكن للمسؤولين المغاربة أن يقبلوا استمرار هذا الوضع؟

           إن السكوت عن هذه الممارسات لا يمكن أن يكون هو الحل، لابد من وقفة جادة من قبل المسؤولين المغاربة لوضع حد لهذه التصرفات المهينة التي تمس كرامة الجماهير المغربية، ويتعين على المسؤولين في كرة القدم المغربية أن يتبنوا مواقف حازمة، وأن يضمنوا أن يكون هناك احترام متبادل في التعامل مع الجماهير، والا يجب ألا يُسمح لأي فريق أو جماهير بالدخول إلى الملاعب المغربية إلا بعد الحصول على موافقة الأندية المغربية المعنية، تمامًا كما حدث مع جماهير الجيش الملكي في مصر.

         الاحترام يجب أن يكون متبادلًا، ولا مكان للسكوت عن مثل هذه التصرفات التي لا تمت للأخلاق الرياضية بصلة، فالمغرب وجماهيره يستحقون معاملة عادلة، تحفظ لهم كرامتهم وتليق بمكانتهم.

بقلم خالد غوتي

اترك تعليقاً