المغرب والجزائر: تاريخ مشترك وصراع مفتعل.

         احتضنت العاصمة الرباط مائدة مستديرة نظمتها جريدة “العالم الأمازيغي” بشراكة مع “مؤسسة محمد الخضير لحفظ ذاكرة الريف وشمال إفريقيا” و”التجمع العالمي الأمازيغي”، مساء الاثنين، بمناسبة الذكرى الـ68 لاستقلال الجزائر ومرور 70 عامًا على اندلاع ثورتها التحريرية.

ركز اللقاء على الأدوار التاريخية التي لعبها المغرب، شعبًا ونظامًا، في دعم الجزائر لتحقيق استقلالها، وأكد الصحافي الجزائري أنور مالك أن المغرب كان ملاذًا آمنًا لأبطال الثورة الجزائرية الذين وجدوا فيه دعمًا كبيرًا قبل عودتهم إلى وطنهم لاستكمال مسيرتهم نحو التحرير.

    وأشار الصحافي هشام عبود إلى أن العلاقات بين الشعبين المغربي والجزائري تتميز بالتضامن عبر التاريخ، رغم الصراعات المفتعلة التي يغذيها النظام الجزائري، واصفًا هذا النظام بـ”العدو الأول للشعب الجزائري”.

الإعلامي وليد كبير نوه بأدوار المغرب في احتضان الثورة الجزائرية، مستشهدًا بالمجاهد محمد الخضير كنموذج بارز للتضحيات المشتركة، واعتبر كبير أن الخلاف الحالي بين البلدين هو نتيجة سياسات النظام العسكري الجزائري التي تعيق تطور المنطقة.

      رشيد راخا، رئيس التجمع العالمي الأمازيغي، أبرز دور التنسيق بين المقاومين المغاربة والجزائريين، بقيادة محمد بن عبد الكريم الخطابي، الذي ساهم في تحقيق حلم الاستقلال لشعوب شمال إفريقيا.

من جانبه، دعا الخضير الحموتي، ابن الشهيد المقاوم محند الحموتي، إلى تسليط الضوء على تاريخ المقاومين المغاربة الذين دعموا الثورة الجزائرية، مقترحًا إنشاء متحف يوثق هذه المرحلة التاريخية، لتكون شاهدًا على التعاون بين الشعبين.

هذا النقاش يبرز عمق التاريخ المشترك بين المغرب والجزائر، ويوجه دعوة ملحة لتجاوز الصراعات السياسية التي تفرّق بين شعوب تتطلع إلى التنمية والتكامل.

اترك تعليقاً