احتضنت قاعة الندوات بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية السويسي جامعة محمد الخامس، مساء يوم الخميس 02 مارس 2023، مائدة مستديرة حول موضوع “19 سنة من تطبيق مدونة الأسرة: التقييم والاستشراف” من تنظيم مركز تناظر للدراسات والأبحاث بشراكة مع شعبة القانون الخاص بكلية الحقوق السويسي .
وفي كلمة لرئيس شعبة القانون الخاص بكلية الحقوق السويسي ، د محمد محبوبي ، أكد أن مدونة الأسرة جاءت لتنظيم الأسرة وتعد هذه الاخيرة هي أهم الحلقات الإجتماعية التي يعرفها العالم ، مضيفا أن جميع التشريعات السماوية والوضعية نظمت هذه الأسرة وتأتي إختيارية لهذا جميع التشريعات اهتمت بالأسرة والمغرب كباقي الدول أعطى أولولية للأسرة وخير دليل صدور مدونة الأسرة وإحاطتها بعناية فائقة من خلال دستور المملكة خاصة الفصل 32 .
وأوضح ذات المتحدث ، أن بعد تعديل مدونة الاحوال الشخصية جاءت بعدة مستجدات لكن رغم ذلك كانت هناك صعوبات في الاول استدعت تدخل قضاء محكمة النقض خاصة غرفة الأحوال الشخصية التي حاولت تبسيط هذه المساطر التي عرفتها المدونة ، إلا أنه في السنوات الأخيرة أصبح الكل ينادي بتعديل وتحيين مقتضياتها ، لهذا عقدت مجموعة من الندوات ومن ضمنها هذه المائدة المستديرة من أجل الإحاطة بأهم الاشكالات التي تعرفها هذه المدونة والخروج بإقتراحات وتوصيات .
وأضاف الدكتور محمد المحبوبي أن الخطاب الملكي السامي في الذكرى ال 23 لعيد العرش، ذكر بأنه حان الوقت من أجل إدخال تعديلات ودراسة اشكالات مدونة الأسرة التي ليست مدونة للرجل، كما أنها ليست خاصة بالمرأة؛ وإنما هي مدونة للأسرة كلها .
ومن جهته ، قال رئيس مركز التناظر والأبحاث د فؤاد مسرة ، أن خصوصية هذا اللقاء هو أنه تم بشراكة مع شعبة القانون الخاص ويندرج ضمن سلسلة من الأنشطة و اللقاءات العلمية التي برمجها مركز التناظر للدراسات والأبحاث لبحث ودرسة مدونة الأسرة وتطبيقها السليم والصحيح وأيضا لتدارس أثار هذه المدونة على الأسر المغربية وعلى تماسكها واستمراريتها واستدامتها والحفظ عليها وصيانتها لحقوق المرأة والرجل والأطفال .
وأوضح أستاذ القانون الخاص بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية السويسي د فؤاد مسرة ، أن هذه المائدة المستديرة تأتي أيضا تماشيا وتجاوبا مع الخطاب الملكي السامي بمناسبة ذكرى عيد العرش والذي خصص حيزا مهما وكبيرا لقضايا الأسرة والمرأة ، وأعطى اجتهادا جديدا وتوجيها للأمة بمختلف مشاربها للبحث وتدارس التطبيق السليم لمدونة الأسرة.
وأضاف ذات المتحدث أن تطبيق مدونة الأسرة لمدة 19 سنة هي مدة كافية لتقييم هذه المدونة وتحليلها وتشريحها من زوايا ووجهات نظر مختلفة ، مضيفا أن المائدة المستديرة حاولت تدارس المدونة من الزاوية القانونية مع الانفتاح على على حقول معرفية أخرى متنوعة لبحث هذه المدونة ومقتضياتها وأثارها على مكونات المجتمع المغربي ومدى تماسكه وتلاحمه من جوانب مختلفة على أمل أن تقدم هذه المائدة المستديرة خلاصات وتوصيات واقتراحات لعلها تساهم في النقاش المجتمعي العمومي الجاري حاليا بالعديد من المنصات والفضاءات الجامعية ..
وقال ذات المتحدث أن “اختيار فضاء جامعة محمد الخامس كفضاء لمقاربة هذا الموضوع من مختلف الزوايا، نظرا للأدوار والوظائف التي تضطلع بها وفي مقدمتها القيام بالبحث العلمي وفق أدوات ومناهج علمية وموضوعية، ولما تتسم به مقاربتها للمواضيع من حياد علمي قادر على الاستماع لجميع الآراء ، ولتميزه بالهدوء والرزانة دون تشنج وفي احترام تام لجميع الآراء والاقتراحات ، كما أن برنامج المائدة المستديرة تطرق لمواضيع الزاوج ، التعدد ، تزويج القاصرات ، التطليق ، مقاصد المشرع ، الشروط مع إبداء ملاحظات ومقترحات لتحديد وتحيين مراجعة مدونة الأسرة ، وما تم ملاحظته هو تزايد عدد وحالات الطلاق لهذا لابد من البحث عن أسبابه ومسبباته لأن الهدف الاسمى هو المحافظة على الأسرة و تماسكها واستمراريتها حتى نضمن حقوق جميع مكوناتها من زوجة ووزج وأطفال” .
جدير بالذكر أن المائدة المستديرة عرفت حضورا كبيرا ومشاركة أساتذة وخبراء ومهتمين بالشأن الأسري