
حسن غوتي
أعاد الحكم على الإمام سعيد أبو علين الذي أدين الأسبوع الماضي بسنتين سجنا نافذا، بعد اعتقاله من أمام مقر إقامة وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، تسليط الضوء على قضية القيمين الدينيين، الفئة الأكثر تهميشا داخل المجتمع، والمنسية من طرف وسائل الإعلام.
ورغمَ أنها تعد من أغنى الوزارات بالمملكة، بالنظر إلى مداخيلها الناجمة عن مردود الأوقاف العامة وغيرها من الموارد المالية الكثيرة، غير أن العاملين في المساجد التابعة لــوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ممن يعرفون بالقيمين يعانون مما يصفونه بالإهمال المالي والإجحاف المعنوي.
وعبر عدد من القيمين الدينيين، عن رفضهم لمنهج ما يسمى بـ”شرط الجماعة” القائم على الصدقات والعطايا، معتبرين إياه، لا يحفظ كرامتهم ولا اعتبارهم داخل مؤسسة المسجد، مضيفين أنهم لم يجدوا من يستمع إليهم ولا إلى مطالبهم، وهو ما يفسر خروج فئات منهم للشارع إلى الاحتجاج.
وفي هذا السياق، أكد منتصر حمادة، خبير في الشؤون الدينية، أن أوضاع القيمين الدينيين تستحق مكانة اعتبارية أفضل أخذا بعين الاعتبار الدور المحوري لمكانة الإمام والمرشد الديني والقيم الديني في المجتمع المغربي، خاصة أننا نتحدث عن دولة تتميز بوجود مؤسسة إمارة المؤمنين، وبالتالي رعاية الأئمة والقيمين تصب في صميم الدفاع عن النموذج المغربي.
وقال في تصريح صحفي، إنه في 21 يناير 2020 طالب عشرات الأئمة والمرشدين الدينيين في وقفة احتجاجية ومسيرة وسط العاصمة الرباط بتحسين أوضاعهم المادية الصعبة، بما يفيد أن أحوالهم المادية كانت تمر من مشاكل قبل قدوم مرحلة الجائحة، وكانت لها تداعيات سلبية على جميع فئات المجتمع، بمن فيهم الأئمة والمرشدون والمرشدات والقيمون الدينيون.
وأوضح المتحدث، أن التعامل مع تداعيات الجائحة لا يمكن اختزال معاناة المتضررين في الأئمة والقيمين وحسب، ما دامت قد طالت الجميع، ولكن صدور مطالب من هذه الفئة، قبل قدوم الجائحة، تدعو إلى تحسين أوضاعهم، مشيرا إلى أن الأمر يتطلب رعاية نوعية من الوزارة الوصية بالتنسيق مع مؤسسة المجلس العلمي الأعلى، مع الأخذ بعين الاعتبار أنه في المجال الديني بالتحديد، وإذا كانت أغلب الرموز الدينية قد تعرضت صورتها للمراجعة والنقد، بل هناك دعوات بضرورة تغيير العديد من المسؤولين في المؤسسات الدينية، إلا أن الأمر مختلف مع المكانة الكبيرة التي يحظى بها الإمام وخطيب والجمعة عند المغاربة، بدليل هذا الإقبال الكبير على صلاة الجمعة، قبل الجائحة، وحتى بعد إعادة فتح المساجد، وهذه مكانة اعتبارية تؤكد مدى الاحترام الرمزي الذي يحظى به الإمام والقيم الديني في مخيال المغاربة، ويقتضي هذا الاحترام الرمزي مصاحبة مادية، أقلها إعادة النظر في المطالب الصادرة عنهم، والتي لا تحتاج إلى تأكيد أو برهنة، أخذا بعين الاعتبار تدهور أوضاعهم المادية