
عبدالرحيم بوعيدة
ربما تشكل لنا جميعا إستثناء لأننا عشنا فيها لحظات عصيبة فرضها وباء لعين غير من طقوس حياتنا ومنعنا حتى من تبادل السلام وهو أضعف الإيمان، نتمنى أن نستفيد من دروس هذا الوباء، دولة ومواطنين، وأن ندخل السنة الجديدة بنفس جديد ينسينا كل شيء عشناه هذه السنة التي نودعها غير آسفين على رحيلها، ومع ذلك نحمد الله أن أنعم علينا بالصحة والسلامة ونغتنم هذه الفرصة لنترحم على من ودعناهم في هذه السنة..
قد تكون هذه السنة إستثناء في كل شيء، حتى في لحظات الفرح القليلة، ومع ذلك فقد منحتنا دروسا لمن أراد أن يتعظ.. تعلمنا أن الصحة لايعوضها مال، وأن هذا الأخير ليس مهما كما كنا نتخيل معها، اكتشفنا مغربا آخر يعيش على البركة والتضامن، وتأكدت لدينا القناعة أن بالعلم وحده تتقدم الأمم، وأن اطباءنا وممرضينا كانو نجوم السنة دون منازع، وأن الأمن نعمة من الله، وأن القطاع العمومي يجب أن يحظى بالاهمية اللازمة..
علمتنا الأزمة دروسا جديدة وكثيرة، ويجب أن تعبر معنا هذه التجربة إلى السنة القادمة علنا نرى مغربا آخر نحلم به، مغرب للحريات وللتوزيع العادل للثروة، مغرب المسؤولية والمحاسبة، مغرب بلا واسطة ولارشوة ولازبونية، قد يكون الأمر جزءا من حلم جميل ناضل من أجله شرفاء في هذا الوطن، لكن الأمر ليس مستحيلا والصورة ليست سوداء، يكفي فقط أن نصلح من ذواتنا وأن نختار حين يتاح لنا الإختيار الأفضل لهذا البلد..
سنة سعيدة للجميع، وحفظ الله بلدنا من كل مكروه وجعل هذه السنة خيرا ورفعا لهذا الوباء، وتحية تقدير واحترام لكل الأطر الطبية والتمريضية ورجال الأمن والوقاية المدنية والدرك والقوات المساعدة والقوات المسلحة الملكية، ورجال السلطة الذين بذلوا كل ما في وسعهم من أجل راحتنا كمواطنين، وتحية خاصة لرجال ونساء التعليم في المغرب كله، ولا عزاء للفاسدين الذين نتمنى أن تكون سنة 2021 سنة نهايتهم عل هذا الوطن يتنفس هواء نقيا..