الجزائر الرسمية تنقل سعارها الى “بيوت الله”

عبدالنبي مصلوحي

من شدة ما أصابها من سعار عقب التطورات الأخيرة التي عرفها ملف النزاع حول الصحراء المغربية، والتي تصب في اتجاه إجماع المنتظم الدولي على عدالة قضيتنا الوطنية، دعت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف فى الجزائر، خطباء المساجد بكافة تراب الجمهورية إلى تخصيص خطبة اليوم الجمعة 18 دجنبر الجاري لموضوع الصحراء المغربية.

وتأتي هذه الدعوة عقب الموقف الأمريكي الجديد الذي زلزل أركان قصر المرادية، بحثا عن منفذ جديد لتعميم التضليل في صفوف الشعب الجزائري، الذي يرفض الاستمرار في احتضان عصابة البوليساريو.

تقول رسالة من مدير الشؤون الدينية والأوقاف الى خطباء المساجد:” يشرفني أن اطلب من السادة الائمة في اطار الرسالة التوعوية للمساجد تخصيص خطبة الجمعة ليوم 3 جمادى الاولى 1442 الموافق ليوم 18 ديسمبر 2020  لتنوير الرأي العام بما يحدث في فلسطين ..والصحراء ..بجيمع الابعاد الدينية والانسانية والقانونية”.

النظام الجزائري، كما يبدو من هذه الرسالة، فقد أبواقه التي كان يوظفها  في تضليل  الرأي العام الداخلي، استنفذ جميع وسائل الدعاية المضللة، فلجأ الى المساجد، ليختطفها ويجرها الى أتون حرب باردة يصر على الاستمرار في خوضها، رغم أن الحرب الباردة الحقيقية انتهت قبل ما يقرب من  ثلاثين سنة مع سقوط جدار برلين. هذا في الوقت الذي حُلقت فيه المساجد لتكون منابر لدعوة المسلمين الى التقارب والتعاون واصلاح ذات البين، وليس الى ما يفرقهم ويثير الفتن بينهم.

يقول الله تعالى: “وأن المساجد لله، فلا تدعوا مع الله أحدا”، لكن نظام المرادية يريد أن يجعل من بيوت الله منابر للتضليل والدعاية لطروحاته،  ومنصات لتعميق الكراهية بين الشعبين الشقيقين وإفساد ذات البين بين مسلمي الفضاء المغاربي، إن بيوت الله يا جنيرالات الجزائر يجب ان تحافظ على مسارها الذي هو الدعوة والارشاد والكلمة الجامعة، فاتركوها بعيدا عن التوظيف السياسي، تكفيكم أبواقكم التقليدية المأجورة، أم أنها تلاشت مع توالي الزمن وباتت أكثر إدراكا للحقيقة، وبالتالي بحت حناجرها ولم تعد قادرة على الاستمرار في مجاراة كذبة كلفت خزائن الشعب الجزائري ملايير من الرزم المالية التي ما أحوجه إليها؟

الكثير من حكماء الشعب الجزائري الشقيق، لا يخفون أن الصحراء مغربية، وأنها اقتطعت من المغرب في زمن الاستعمار، فلماذا الاصرار على  متابعة هذه اللعبة الخاسرة، والاستمرار في دفع أموال طائلة لعصابة البوليساريو منذ منتصف سبعينيات القرن الماضي؟

على العموم، بيوت الله خلقت لعبادة الله، وليس لتصريف طروحات باطلة تغذي الفتنة والتفرقة وتحرض الشعوب على بعضها البعض.

فهل يود جنيرالات الجزائر الزج ببيوت الله في معركة تضليل الشعب الجزائري من أجل الاستمرار في نهب خيراته وبعثرتها على شرذمة من المرتزقة أريدَ منهم في منتصف سبعينيات القرن الماضي أن يكونوا حصى في حذاء المغرب، فإذا بهم يتحولون الى ثقب كبير في خزينة الدولة الجزائرية التي ما أحوج شعبها اليوم الى ما تنفقه من أجل استمرار اللعبة؟

اترك تعليقاً