علي فيصل*
تزداد العلاقات الدولية تأزماً بفعل السياسة الأمريكية تجاه العديد من الملفات الدولية التي مازال الصراع بشأنها محتدماً، ومن ضمن هذه الملفات الصراع العربي والفلسطيني – الإسرائيلي الذي يحتل موقعاً متقدماً في الاستراتيجية الأمريكية، من ضمن ركائزها وخدمة لمصالحها تغذية الصراعات الاقليمية وإشاعة الفوضى في أكثر من منطقة، إضافة إلى رفع منسوب التوتر مع إيران، في إطار الإلتزام الكامل بدعم إسرائيل ومخططاتها وآخرها خطة الضم. وبات واضحاً أن الإدارة الأمريكية لم تحقق، حتى الآن، إختراقات ذات شأن في الحروب السياسية والاقتصادية التي طالت العديد من دول العالم، إلا باستثناء ما حققته في منطقتنا العربية في المسار الاقليمي لصفقة القرن، وتوسيع دوائر التطبيع بين بعض الأنظمة العربية وبين إسرائيل.
إن الصراع مازال محتدماً مع العديد من دول العالم وشعوبها، حيث تواجه السياسة الأمريكية عقبات كثيرة، يجب على القوى الوطنية والديمقراطية واليسارية البناء عليها بعيداً عن منطق المراهنة على تغييرات هنا وهناك.
بالمقابل، من الصعوبة إجهاض المشروع الأمريكي وإفشاله بشأن القضية الوطنية دون سياسة فلسطينية جدية، في مواجهة التحالف الأمريكي – الإسرائيلي في الميدان وفي المحافل الدولية، عبر تطبيق قرارات الإجماع الوطني في المؤسسات الوطنية، بالتحرر من قيود أوسلو والتزاماته، وبروتوكول باريس والغلاف الجمركي الواحد، وإطلاق أوسع مقاومة شعبية نحو الانتفاضة الشاملة وعلى طريق التحول لعصيان وطني، والتمسك في الوقت نفسه بقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، وعلى قاعدتها استقطاب التأييد الدولي، وتأييد الشعوب العربية وقواها المجتمعية والسياسية.
*عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين