رزق المدني يكتب: البلطجة السياسية

رزق المدني كاتب صحافي مصري مقيم في المغرب

 

في الوقت الذي احتسى فيه السيد مايك بومبيو كأس نبيذ إنتاج مصنع إسرائيلي أقيم على أرض فلسطينية بصق على الحقوق الفلسطينية وشرب من دمائهم وأهدر عرقهم و تناسى كفاحهم و شرعن لقطعان المستوطنين و وضع مزيدا من البيض في سلة اليمين المتطرف الصهيوني.

شرب السيد بومبيو كأس نبيذه الفاخر و سيدفع الفلسطينيون فاتورته، وبمقدار إستمتاعه بنبيذ المستوطنات بقدر ما سيفتح شهية الحكومة الإسرائيلية لمزيد من مصانع النبيذ وغيرها طالما أن الراعي الأكبر يغمض عينيه عن الحق ويترك الضحية للذئاب تفترسها دون طرفة من عين أو رحمة في قلب .

  لم تكن زيارة بومبيو للمستوطنة بسجوت مفاجأة كبيرة،  لأن نهج إدارة الرئيس دونالد ترامب ووزير خارجيته من يومها الأول و هي تسخر الطرق المشروعة و الغير مشروعة لإفراغ القضية الفلسطينية من جوهرها ومسعاها لإقامة دولة فلسطينية و عاصمتها القدس الشريف، حين أقدم على نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة ثم محاولتها فرض صفقة القرن المشبوهة، والآن زيارة وزير الخارجية المرفوضة و المستهجنة للمستوطنات ضربة ودهس لكل حقوق الشعب الفلسطيني في أرضه و قواعد القانون الدولى و للسياسة الأمريكية على مر عقود مضت والتي كانت تعتبر أن المستوطنات كيانات غير شرعية لأنها بنيت على أرض محتلة.

بومبيو لم يكتف بزيارته للمستوطنة الإسرائيلية، بل تمادى و حطت طائرته على أرض الجولان السورية المحتلة ليبعث من هناك برسالة مفادها أن الجولان أرض إسرائيلية و لا يجب التفكير في عودتها لأصحابها مرة أخرى.

بلطجة سياسية لم نر مثلها في التاريخ الحديث، وحين يكون البلطجي وزير خارجية أكبر دولة في العالم والتي كان من الواجب عليها أن تحترم حقوق الشعوب المستضعفة و ناهيك عن قواعد القانون الدولى و تكون طرفاً محايداً في أي نزاع سياسي تقوم فيه بدور الوسيط النزيه، لكن للأسف ما يقوم به وزير الخارجية الأمريكي فاق تصرفات دول العالم الثالث المارقة.

وغير بعيد من البطحة السياسية التي تمارسها إرداة ترامب في المنطقة العربية، راحت تهدد بضرب إيران و حزب الله وبعض الفصائل العراقية ولم تكتف بالحصار الإقتصادي الخانق على إيران منذ سنوات، بل مؤخراً راحت تفرض مزيدا من العقوبات على على شركات و شخصيات إيرانية .

إذاً هذه الإدارة، تتصرف في آخر أيامها كالبقرة حين تذبح وترى الدماء تسيل منها تهيج في كل الإتجاهات فتنطح كل من يعترض طريقها في محاولة يائسة للهروب من مصيرها المحتوم.

اترك تعليقاً