
حين فاز بالإنتخابات الفرنسية وصفته بعض الصحف الفرنسية بالطفل المدلل، ونعتته الصحف الغربية بالولد المستنسخ من جينات الماسونية و الرأسمالية، ومؤخراً و صفه الرئيس أردوغان بالصبي .. حال اشتباك فرنسا مع تركيا في قضية ليبيا و شرق المتوسط..
مؤخراً خرج ليصف الإسلام بأنه يعيش أزمة!.
أولاً لنفرق بين الإسلام و المسلمين:
الإسلام في ذاته رسالة سماوية سامية عالمية أرسلها الله عز وجل للبشرية لتُخرجها من ظلم الدكتاتوريين و القوى الإستعمارية أشباه بلادك إلى الحرية و المساواة و من عبادة الدرهم و الدولار و الدينار و الأوثان و الأصنام إلى عبادة إله خالق رازق وهاب قادر يتسع ملكه للسموات و الأرض.
دين فلسفته سعادة البشرية و إقامة العدل، دين رحمة و مودة وإخاء و مساواة، يتساوى فيه الأغنياء و الفقراء و القوي و الضعيف إلا بالتقوى.
أما عن المسلمين وعلاقتهم بربهم و بدينهم، فهي تختلف من شخص إلى آخر وبحسب ظروف البيئية كما هو الحال مع كل الديانات السماوية الأخرى.
ثانياً سيد ماكرون، الإسلام لا يعيش مشكلة ولا أزمة، إنما المشكلة الحقيقية مع نفاياتكم من ثقافتكم و أخلاقكم و قوانينكم التي تحاولون فرضها على العالم كله و منهم المسلمون، بضاعة مقززة تأنف منها الحيوانات، فما بالك بالإنسان الذي كرمه ربه.
سيد ماكرون الإسلام لا يعيش أزمة وإنما الأزمة في إصراركم على بقاء شعوب المسلمين رهينة الابتزازات ونهبكم لثرواته ووعاء إستهلاك لبضاعتكم، حين انتهت حقبة الإستعمار وسعت الشعوب لتحرير نفسها نصبتم حكاماً على بلاد المسلمين ليكونوا عملاء لكم و أداة هدم للإسلام و تخريب لعقول المسلمين، وكلما حاولت شعوب البلدان الإسلامية الخروج من ربقة مواليكم انقلبتم على إرادتها بتأييدكم و تمويلكم لهم بالسلاح والمال، لسان حالكم إما مواليكم أو الفوضى، وهل الدول التي تعيش الفوضى اليوم منا ببعيد؟…أليست فوضى الثورة المضادة للربيع العربي خير دليل؟.
سيد ماكرون،
حين يخرج مثل هذا الحديث المتطرف من حاكم قصر الإليزيه في فرنسا الحرة، يصبح من حقنا أن نتساءل، أين مبادئ و قيم المساواة والحرية الشخصية والديمقراطية وحقوق الإنسان التي نادت بها الثورة الفرنسية التي تتشدقون بها طيلة قرون في كل المحافل؟.
عجبا كل العجب لماذا هذا الاستنفار الشديد ضد الإسلام!. أهي صيحة ميت للنفخ في كير الإسلاموفوبيا والاصطفاف جنباً إلى جنب مع اليمين المتطرف المتنامي في عموم أوروبا و فرنسا خاصة؟. أم إنها عداوة للإسلام متأصلة في شخصك متأثراً بمستشاريك وقراءاتك وافكارك المتطرفة ضد الإسلام؟. أم أنه بغض للمسلمين لتلحق بركب رعاة التخريب و التغريب وو….أم هي محاولة لإثارة الغبار أمام الرأي العام الأوروبي في وجه السيد أردوغان و تركيا المسلمة المتوهجة؟.