
أحمد رباص
منذ تولي سعيد الزيدي رئاسة جماعة شراط خلفا لأبيه المتوفى وهو يسوق لساكنة دواري الصخر والواد الصفيحيين وعودا تلو الوعود دون أن يتحقق منها شيء على أرض الواقع. استمرارا لهذا المسلسل من الوعود والتطمينات والانتظارات، عقد سعيد الزيدي لقاء أراده تواصليا يوم الجمعة 18 شتنبر بدار الثقافة المجاورة لإعدادية حمان الفطواكي.
حضر هذا اللقاء أعضاء المجلس القروي وممثل عن السلطة المحلية والكاتب العام للجماعة ومجموعة من أطر وموظفي الجماعة، بالإضافة إلى فعاليات جمعوية ومدنية من ساكنة دوار الواد.
في كلمته الافتتاحية بهذه المناسبة أعاد الزيدي إلى الأذهان المسار الشاق الذي اجتازه هذا الملف منذ أن تسلم مقاليد هذه الجماعة، مشيرا إلى نجاحه في تخطي مجموعة من الصعاب، ذكر منها محدودية الموارد المالية للجماعة، وغياب الوعاء العقاري.
واصل رئيس الجماعة حديثه الذي سبق أن أدلى به في مناسبات سابقة مماثلة. ألم يقل للسكان في السنة الماضية أن جماعته قضت بشكل نهائي على مشكل الصفيح، وأنها أصبحت تندرج ضمن برنامج “مدن بدون صفيح”؛ وذلك فقط لأن المشروع إياه حاز على المصادقة النهائية؟ إنما الجديد الذي جاء به الزيدي هو إعلانه عن تحديد موعد قريب لإخلاء المنازل تمهيدا لهدمها ومباشرة إجراءات الاستفادة.
هذا، وقد جرى هذا اللقاء في احترام تام للتدابير الاحترازية والحاجزية للحد من انتشار جائحة كورونا المستجد من خلال التباعد الجسدي واحترام مسافة الأمان ووضع الكمامات وتوفير المواد المعقمة تماشيا مع التعليمات السلطات المختصة.
أما بالنسبة للرأي الآخر الذي يعبر عنه المستاؤون من طول الانتظار، فنجد أن فاعلا فيسبوكيا باسم “شراط بريس” يصف إجتماع يوم الجمعة بإجتماع التسيب والغباء والعشوائية والغموض، ثم يتساءل مخاطبا رئيس الجماعة: كيف يعقل أن تقول أن الإجتماع هو لإعادة إيواء دور الصفيح ولم يحضره أي ممثل من الجهات المسؤولة، لا ممثل عن وزارة الإسكان ولا ممثل عن شركة العمران ولا ممتل لعامل الإقليم ولا الداخلية؟
عوض ذلك، حضر الإجتماع أعضاء وموظفون دأبوا على مباركة مايقوله الرئيس وبيع الوهم للساكنة المقهورة. ثم يتساءل “شراط بريس”: من بكون الشخص الذي شرح للحضور مشروع التجزئة الوهمي؟ وبأي صفة يقوم بهذا الحق؟ وبأي صفة يشارك الأشخاص الجالسون بجانب الرئيس في هذا الاجتماع؟ ومادورهم وصفتهم؟ أين هي اللجنة التي ستتكلف بتتبع عملية إعادة الإيواء؟
وعودة لصلب الموضوع، تحدت الرئيس على أنه يجب على سكان دوار الواد الذين يقطنون بالجهة العليا للدوار أن يغادرو براريكهم وبناء براكات أخرى قي جانب النهر أو الخروج للكراء حتى تجهز الشركة الأرض، يتابع الناشط الفيسبوكي.
مرة أخرى يعود “شراط بريس” لطرح الأسئلة الحارقة: أهذه إجراءات إعادة الإيواء؟ أهكذا تكون؟ كيف يغادر نصف الدوار ويبقى نصفه الآخر وماهي الضمانات على أن شركة العمران تريد استكمال شطرها التاني؟
بحاسته السادسة، أدرك المدون أن الأمر يتعلق بسياسة مخزية لإخراج السكان واستكمال مشروع الشركة.
والغريب هو أن الرئيس لم يتحدت عن المهلة الزمنية ولا عن وقت بداية الأشغال ولا عن طريقة بداية الإجرائات. هذا ما يؤكد أنها مجرد مسرحية أو استكمال لحلقات مسرحية السكن الطويلة الأمد، يلاحظ الكاتب.
وفي ختام تدوينته، يؤكد الفاعل الفيسبوكي على أنه في غياب ماهو واقع منطقي ومملموس تبقى كل هذه الإجتماعات مجرد حلقات فارغة..