
محمد الدفيلي
يعيش مؤخرا عدد كبير من الطلبة حالة من التوتر و التوجس، فالامتحانات الجامعية اقترب موعد اجتيازها، و هي التي لم يعد يفصلنا عنها الا أيام معدودات، مع استمرار اغلاق الاحياء الجامعية من جهة و من ناحية أخرى التصاعد الملحوظ في اعداد المصابين بفيروس كوفيد 19 المستجد مؤخرا.
فالظروف التي يعيشها الطلبة هذه السنة ظروف لا يحسدون عليها، خاصة أولئك الذين يقطنون خارج مدن الكليات و المراكز الجامعية، فعلى سبيل المثال لا الحصر، كلية العلوم القانونية و الاقتصادية و الاجتماعية مراكش التابعة لجامعة القاضي عياض تضم مئات الطلبة الذين ينحدرون من أقاليم جهة مراكش اسفي(مراكش-الحوز-الرحامنة-الصويرة-قلعة السراغنة-اليوسفية-اسفي-شيشاوة) ومن اقاليمنا الجنوبية واقاليم أخرى، وقس على ذلك بالنسبة لباقي الكليات المتواجدة بمراكش.
إذا ما اتفقنا مع الجهات الرسمية على إبقاء استمرارية اغلاق الاحياء الجامعية للدواعي نفسها التي أدت الى ضرورة اغلاقها، فكيف لهذه النسبة المهمة من الطلبة المنحدرين من مدن و مداشر من خارج مراكش ان يتنقلوا الى الحمراء، مع العلم ان تكلفة التنقل تضاعفت هي الأخرى ، فضلا على ان عددا كبيرا من هؤلاء الطلبة لم يتمكنوا بعد من إيجاد غرف و بيوت للكراء لأسباب عدة .وحتى ان تمكنوا من التنقل الى مدينة مراكش و إيجاد حلول للإيواء مع مصاريف التنقل داخل المدينة و مصاريف التغذية ، الن تصبح مدينة مراكش محجا يقبل عليه الطلبة من كل حذب وصوب ومع ما تعرفه المدينة و التي بقيت منذ تصنيفها في المنطقة الثانية الى الان، و هي التي تعرف تزايد الإصابات بالفيروس التاجي يوميا بشكل مهول ، و التي لا قدر الله قد تصبح بؤرة طلابية بامتياز تطال مئات الطلبة، و بالتالي آلاف المخالطين في مدنهم…؟ وقس على ذلك باقي مراكز مدن الامتحانات الجامعية في المغرب.
اليوم كل من وزارة التربية الوطنية و التكوين المهني و التعليم العالي و البحث العلمي ووزارة الداخلية مدعوتان الى التنسيق و بمسؤولية من اجل إيجاد حلول واقعية لهذا الموضوع، أولا من اجل إتمام السنة الجامعية 2019/2020 و أيضا سلامة الطلبة و الكوادر الجامعية، وعلى هذا الأساس تابعنا تحركات بعض الطلبة من اجل التدخل على مستوى اقاليمهم من اجل ابلاغ صوتهم و تخوفهم من اجتياز الامتحانات في هذه الظروف..علما أن هناك أصوات طلابية تتحدثعن مقاطعة الامتحانات الجامعية المزمع اجتيازها مع بداية شهر شتنبر القادم، بدعوى أن صحتهم و حماية ذويهم من هذا الفيروس اهم من الامتحانات، وفئة أخرى تطالب باجتياز هذه الامتحانات في مواعيدها، ولكن مع إيجاد حلول عملية، من قبيل تدخل الحكومة و الجماعات الترابية بتوفير وسائل التنقل و الايواء على الأقل كل في اختصاصاته التي يضمنها الدستور و باقي القوانين الجاري بها العمل مع احترام كل الإجراءات و التدابير الصحية اللازمة، أو إيجاد اقتراحات عملية أخرى تكون في صالح الجميع.
و في حالة ما اذا استمرت الأوضاع على ما عليه ،قد تشهد الامتحانات الجامعية للدورة الخريفية و ما تبقى من الدورة الاستدراكية الربيعية لدى بعض التخصصات لهذه السنة أعدادا قليلة من الطلبة.