الكاتب الصحافي بوشعيب الضبار
أمكن لي أن أقابل الرئيس المصري الراحل محمد حسني مبارك، مرة واحدة، في لقاء عابر ضمن وفد ضم عددا من شباب الصحافيين العرب، وذلك يوم 12 ابريل 1988.
في ختام الدورة التدريبية لشباب الصحافيين العرب التي أشرف عليها اتحاد الصحافيين العرب بالتعاون مع نقابة الصحافيين المصريين، وشاركت فيها باسم المغرب، بترشيح من النقابة الوطنية للصحافة المغربية، في عهد النقيب محمد اليازغي، جاء من يخبر المشاركين أن “الريس” مبارك في انتظارهم.
كان مبارك حريصا على استقبال كل صحافي عربي، والترحيب به، واستفساره عن أحوال بلده بطريقة ودية، من وراء ابتسامته المرسومة على ملامحه، بحضور صفوت الشريف، وزير الإعلام آنذاك، وإبراهيم نافع، نقيب الصحافيين المصريين، ورئيس تحرير “الأهرام”، ومحمود البلتاجي، رئيس هيئة الاستعلامات.
ولأن الوفد المصري كان يضم عددا أكبر من الصحافيين الشباب المستفيدين من الدورة، فقد كان “الريس” يتحدث معهم بعفوية، أبانت عن تمتعه بروح الدعابة كأي مواطن مصري، بل وكان ينادي البعض منهم بأسمائهم الشخصية، مع أنهم مازالوا في بداية المشوار المهني.
ولم يترك مبارك الفرصة تمر دون أن يستغل اللقاء لتوجيه بعض الرسائل السياسية، مؤكدا وقوف مصر إلى جانب القضية الفلسطينية، مشددا على أن الانتفاضة ” ليست سيارة تدار وتغلق بالمحرك”، على حد تعبيره.
ومن أجمل الذكريات الشخصية عن دورة شباب الصحافيين العرب بالقاهرة، تلك الحوارات المباشرة مع قدماء ورواد الصحافة والكلمة في مصر، في المحاضرات القيمة، التي سكبوا فيها خلاصات تجاربهم المهنية.
ومن بين المعطيات التي كشف عنها الكاتب الشهير الراحل محمد حسنين هيكل، في إحدى هذه المحاضرات “أن الرئيس جمال عبد الناصر كان يتمنى أن يصبح صحافيا، وكان يعتزم ذلك بعد أن يترك أعباء الحكم”.