
هوسبريس
في ظل غياب الإرادة لدى السلطة المحلية لتوفير الحماية اللازمة للملك العمومي في بوزنيقة، لم يكتف أرباب المقاهي وباعة الثلاجات والمواد المنزلية وباعة ” الحوت” والخضر وغيرها، بشوارع المدينة، بما يكفله لهم القانون من أمتار اضافية تحت أقواس البنايات” ممن لهم محلات”، بل وصلوا إلى ضم كل ما تبقى من مساحات بين المباني وحدود ” التروتوار”، وهو سطو صريح على حق الراجلين في العبور والمرور بالشارع دون خشية من أذى السيارات.
هكذا ترى الساكنة وفعاليات المجتمع المدني في المدينة، وترى أن الاستيلاء على حقوق للراجلين في شوارع بوزنيقة وازقتها من قبل اناس تخصصوا في السطو على الملك العمومي بهذا الشكل الفاضح، يطرح سؤالا كبيرا حول دور السلطة المحلية في حماية حقوق الراجلين والسائقين، وبينهم اطفال وحوامل ومسنون، خاصة وأنها تتصل بسلامة الانسان، وحمايته من مخاطر الطريق، وكأن هذه المدينة أصبحت حسب المتابعين مجرد تجمع تجاري، لا يسكنها انسان، من حقه أن تكون له معابر وممرات خاصة به في الشوارع والأزقة.
السلطة المحلية، وعلى رأسها باشا المدينة، تطالبها الساكنة وفعالياتها المجتمعية بالتحرك الفوري لحلحلة هذا الملف، على غرار نظيرتها في بن سليمان، التي تخوض هذه الأيام حملة شرسة لتحرير الملك العام لفائدة الراجلين.
صحيح، الباشا الحالي ورث تركة ثقيلة فيما يخص التهاون في هذا الملف المتعلق باحتلال الملك العمومي من سلفه الذي كان، حسب المتابعين، لا يخرج من مكتبه إلا للتوجه إلى العمالة او العودة الى بيته مساء، فتمادى التجار و أرباب المقاهي والباعة المتجولون في السطو على ممرات ومعابر الراجلين في كثير من شوارع المدينة، بل منهم من عمد إلى بناء اعشاش وسط الطريق العام على مرأى ومسمع من السلطة وأعوانها لبيع الخضر والأسماك. كما هو الشأن بشارع حي الرياض وقبالة واجهة مسجده و واجهة مسجد حي عثمان، ولكن، كونه ورثه عن سلفه، فإن هذا لا يبرر ترك الحال على حاله.
المجلس البلدي من جهته، أخلى مسؤوليته في هذا الموضوع، من خلال تصريح لرئيسه امحمد كريمين، في وقت سابق أدلى به لهوسبريس، لم يخف فيه غضبه من السلطة المحلية التي لا تقوم بواجبها في حماية الملك العمومي الذي هو حق للمواطن، راجلا كان، او سائقا، خاصة وان البلدية تنفق ملايين من السنتيمات لتنظيف الشوارع، ثم يأتي محتلو الملك العمومي فيفسدوها بالقمامة وبقايا ما يبيعون.
إن ساكنة بوزنيقة، مستاءة جدا من تشوه شوارع المدينة، وترييفها عبر الاعشاش التي نبتت كالفطر في كثير من الاماكن، وخاصة الشارع الرئيسي لحي الرياض، الذي حولته اعشاش الاسماك والخضر الى ما يشبه مطرحا للنفايات، حيث تسكن وتتكاثر الجرذان والحشرات والروائح الكريهة، ورغم الكثير من شكايات ساكنة هذا الشارع حول الأضرار التي تلحقها من هذا الوضع، فإن السلطة المحلية، حسب تصريحات متفرقة للساكنة، لا تزال على نومها، أو ربما تواطئها.
فمتى سيحرك هذا الواقع البئيس السلطة المحلية..وخاصة باشا المدينة، من أجل تحرير الملك العمومي، وطرد الاعشاش من وسط الشوارع، خاصة وأنها لا تحتل حقوق الراجلين والسائقين فحسب، بل أصبحت مصدر خطر كذلك على صحة الانسان، بفعل الروائح الكريهة المنبعثة منها، إضافة إلى كونها تشكل مساكن آمنة للجرذان والحشرات التي تتسلل ليلا الى المنازل والعمارات المجاورة…؟