ابتداءً من الساعة العاشرة ليلًا، شاهد السيد أحمد فلمًا مشوقًا على التلفاز.
ملخص الفلم، عثور أحد الفقراء على حقيبة مليئة بالأوراق النقدية.
قال أحمد في نفسه : أعتقد أن كل إنسان يحلم بالعثور على حقيبة مليئة بالنقود.
السيد أحمد مطلّق ويعيش معه ابنه ناجي، ذو العشر سنوات، بعد أن قررت طليقته السفر لزيارة أكبر عدد من المدن.
اطمأن على ولده الذي ينام في غرفة صغيرة وذهب إلى غرفته ليخلد إلى النوم.
في المنام، شاهد والدته المتوفية تخاطبه في جوّ شاعري وتقول له : كنز في منزلك يا ولدي … نقود كثيرة في منزلك … ثم اختفت.
أفاق من نومه، وبقي برهة يبحلق في الظلام ويفكر في هذا الحلم.
ثم عقد العزم على (البحث عن الكنز الذي في منزله) حسب الحلم.
عمد إلى مخدّات الصالون يمزقها ويشتّتُ القطن الذي بداخلها.
ثم عمد إلى المطارف يبعجُ بطونها، ويبحثُ بأصابع مرتعشة عن الكنز.
وقف برهة يفكّر : أين يمكن أن يكون هذا الكنز ؟
ثم قصد غرفة ابنه، لكي يفتح المخدّات والمطرفة التي ينام عليها وحيده.
فتح الباب ببطء .. أنار الغرفة .. توجه والسكين في يده إلى إحدى المخدّات …
وفجأة تسمّر في مكانه …
عقربٌ كالحة اللون تتجه إلى ذلك الملاك الجميل النائم.
دون أن يفكر الأب غرز السكين في ظهرها، وخرج من الغرفة مسرعًا وهو يتمتم :
ــ شكرا يا أمي .. شكرا يا أمي .. أنقذت كنزي الحقيقي، فلتطمئن روحك الآن.
نظر إلى العقرب المتلوية في طرف السكين وقصد المطبخ، أوقد النار ووضع السكين عليها.
عاد إلى غرفة ابنه، قلّب جميع الآثاث، فتّش جميع الأركان، وتأكد من أنه لا خطر على ابنه، ثم قبّل جبينه وأطفأ النور وأغلق الباب بهدوء.
محمد البسطي