

هوسبريس
وضعت القيادة الجديدة لحزب جبهة القوى الديمقراطية، المنتخبة في المؤتمر الوطني الاستثنائي المنعقد يوم 16 يونيو الماضي في الجديدة، مطلع الأسبوع الجاري لدى المحكمة الابتدائية في الرباط دعوى قضائية، ضد القيادة المقالة بنفس المؤتمر ، تطعن من خلالها في شرعية المؤتمر الوطني الاستثنائي الذي عقده المصطفى بنعلي، الذي مازال يعتبر نفسه أمينا عاما لجبهة القوى الديمقراطية، نهاية شهر يونيو الأخير في فاس، وفي ما ترتب عنه من مخرجات.
ومن مخرجات مؤتمر فاس، الذي عقده المصطفى بنعلي، الذي أقاله المؤتمر الوطني الاستثنائي لجبهة القوى الديمقراطية المنعقد بالجديدة في 16 يونيو الماضي، الإعلان عن اندماج حزب العهد الديمقراطي في جبهة القوى الديمقراطية، وهو اندماج اعتبره متابعو التطورات التي يعيش على إيقاعها حزب الزيتونة منذ إقالة المصطفى بنعلي، قفزة في الهواء من قبل هذا الأخير، لأنه، بعد ساعات على مؤتمر فاس خرج الأمين العام لحزب العهد الديمقراطي الأستاذ عبد المنعم الفتاحي بتصريحات صحافية، يؤكد فيها انه لا علم له ولمناضلي حزبه بهذا الاندماج، واعتبره وهميا، ولا يعنيه لا من قريب ولا من بعيد، وان حزبه بريء منه ومن بنعلي، واخبر بذلك وزارة الداخلية.
ويرى العارفون بخلفيات هذا المؤتمر الذي أثثه بنعلي بجموع بشرية، اغلبها نساء من مدينة فاس، لا علاقة لهم بالحزب، انه كان الفرصة الأخيرة لهروبه، من المتابعات القضائية التي تطارده من جهات مختلفة، أبرزها، دعاوي تتعلق بتزوير مخرجات المؤتمر الوطني الخامس والمجلس الوطني في دورتيه الأولى والثانية، وأخرى تتعلق بالديون، حيث هناك أكثر من خمسة ملفات معروضة على أنظار القضاء، كلها لصحافيين و عاملين التهم أجورهم، أثقلها، ملف جماعي لتسعة أشخاص بين صحافيين وعاملين، ناهيك عن مشاكل أخرى كثيرة وخطيرة، كان يسعى إلى التخلص منها عبر الاندماج مع حزب العهد الديمقراطي، من قبيل الديون الكثيرة التي راكمها على الحزب، وعلى جريدة المنعطف، حيث العديد من المطابع لها ديون عليه، ومالكي مقرات الحزب والجريدة، وصندوق الضمان الاجتماعي الذي لم يؤد له سنتيما واحدا منذ سنوات رغم حصوله على الدعم…إلا أن فطنة قيادة حزب العهد لمخططه قلبت عليه الطاولة، وجعلته يختفي عن الأنظار منذ تكذيب ونفي صحة مسرحية الاندماج.
وحسب بعض متابعي تاريخ حزب المرحوم التهامي الخياري، إن حزب جبهة القوى الديمقراطية يعيش منذ وفاة مؤسسه تراجعات خطيرة، فقد معها وزنه التمثيلي بكافة المؤسسات المنتخبة، وفقد كل مكاتبه المحلية والاقليمية، ما تسبب في انسحاب كافة أطره ونخبه، وهو الواقع الذي سهل على بنعلي، تحويله إلى جانب جريدة المنعطف إلى ما يشبه دكانا صغيرا يتحكم فيه بشكل فردي حتى أفلسه، ولينقذه فكَّر في تفليس حزب العهد الديمقراطي، ولكن قيادة هذا الأخير، حسب الملاحظين، كانت أفطن وأكبر من أن تنطلي عليها هكذا خطة.