هوسبريس – هيئة التحرير
تتزايد دعوات المجتمع المدني في مدينة تمارة للمسؤولين بعد الفضيحة المدوية المتعلقة بمستشفى لالة عائشة، حيث ينتظر الرأي العام قرارات حاسمة من وزير الصحة والحماية الاجتماعية. فقبل ساعات من الزيارة المرتقبة للوزير إلى المستشفى، شهد هذا المرفق الصحي حملة تنظيف وصباغة غير مسبوقة، تعكس عقلية “التلميع” التي لا تزال تسيطر على بعض المسؤولين. بدلاً من مواجهة الواقع المرير، يُفضل هؤلاء إخفاء الأعطاب بالطلاء، في محاولة بائسة لتجميل الصورة.
وقد انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور توثق هذه الحملة، حيث يظهر العمال مشغولين بطلاء الجدران وكأنهم يستعدون لعرض أثاث منزلي بدلاً من استقبال وزير الصحة في مستشفى يعاني من اختلالات جسيمة. هذه المشاهد تثير الدهشة، حيث أن وضع المستشفى يتطلب معالجة حقيقية وليس مجرد معالجات سطحية.
تؤكد مصادر مطلعة أن هذه الحملة ليست سوى محاولة لامتصاص غضب الوزير، الذي جاء للاطلاع على تفاصيل تقرير أسود يكشف الوضع الكارثي الذي يعيشه المستشفى. فقد تضمن التقرير تجاوزات عديدة أدت إلى احتجاجات مستمرة من المواطنين، الذين يعانون من سوء المعاملة وغياب أبسط شروط الرعاية.
وعبر النشطاء على منصات التواصل الاجتماعي عن استنكارهم لهذه التصرفات، مؤكدين أن استخدام سياسة “المكياج” لطمر الحقائق يعد تحايلاً مكشوفاً. وكتب أحد المعلقين: “يجب أن يتم العثور على صباغة لمعالجة المعاملة السيئة”. بينما أضاف آخر: “لو كان الطلاء يعالج المرضى لما احتجنا إلى أطباء أو أدوية”.
في هذا السياق، يطالب النشطاء وزير الصحة بتجاوز الواجهة المصبوغة والغوص في عمق المشكلة. يجب الاستجابة لنداءات المواطنين الذين يشكون باستمرار من قلة الموارد البشرية، انقطاع الأدوية، وسوء التدبير. كما يطالبون بفتح تحقيق عاجل وترتيب الجزاءات بحق كل من ساهم في هذا العبث، مع ضرورة تعيين أطر جديدة قادرة على استعادة ثقة المرضى وذويهم في هذا المرفق الصحي الذي يعاني من احتجاجات يومية.
إن هذه الأوضاع تستدعي تحركًا عاجلاً من قبل المسؤولين، لإعادة الاعتبار للقطاع الصحي وضمان توفير الرعاية اللازمة للمواطنين.