
هوسبريس_خالد غوتي
في مشهد يعكس حجم التربص والازدواجية التي تطبع بعض الأوساط الإعلامية والرياضية الدولية، أعيد فجأة تسليط الضوء على قضية اللاعب المغربي أشرف حكيمي، بشكل يثير أكثر من علامة استفهام، خاصة وأن التوقيت لا يخلو من دلالات، إذ يتزامن بشكل مثير للريبة مع اقتراب موعد الإعلان عن الفائز بجائزة الكرة الذهبية لعام 2025.
ففي الوقت الذي تَجمّع فيه إجماع رياضي عالمي حول أحقية حكيمي في التتويج بهذه الجائزة المرموقة، بعد موسم استثنائي قدّمه رفقة ناديه وقيادته البطولية للمنتخب المغربي، اختارت بعض المنابر المعروفة بخلفياتها المبيتة، ونُخب رياضية لا تخلو من حسابات ضيقة، إعادة نبش ملف يعود لسنة 2023، في محاولة مفضوحة لتشويه صورة اللاعب وضرب مصداقيته في أوج تألقه.
ليس من قبيل الصدفة أن تعود هذه القضية إلى الواجهة بالضبط في هذا التوقيت الحاسم. فبينما ترتفع أسهم حكيمي في السباق نحو الكرة الذهبية، نجد من يخرج من جحره محاولًا تسليط الضوء على ملف قضائي تم إغلاقه سابقًا، دون جديد يُذكر، اللهم إلا رغبة دفينة في التشويش، والتأثير على آراء المصوتين، في ظل الغموض الذي يلف عملية التصويت وأسماء المشاركين فيها.
هذا السلوك المريب لا يمكن فصله عن النمط المتكرر الذي تُستهدف به الكفاءات العربية والإفريقية كلما لامست المجد العالمي، في وقت يُغض فيه الطرف عن تجاوزات خطيرة لنجوم أوروبيين نُسيت قضاياهم في لمح البصر، بل وواصلوا التتويج والدعم دون أي محاسبة تُذكر.
المغاربة، ومعهم شرفاء الرياضة في العالم، يدركون تمامًا أن ما يتعرض له حكيمي ليس سوى حملة منظمة لضرب حلم مستحق، وللتقليل من شأن نجم صنع الفارق داخل وخارج الملعب، وأثبت أن اللاعب العربي والإفريقي قادر على ملامسة القمة عن جدارة واستحقاق.
نقولها اليوم بصوت عالٍ: أشرف حكيمي ليس وحده، وراءه شعب كامل، يدعمه بقلب واحد، ويفضح كل محاولات النيل منه، ويُصر على أن العدالة الحقيقية لا تُقاس بمدى الضوضاء الإعلامية، بل بما قدّمه اللاعب على المستطيل الأخضر من تفانٍ، وأداء، وأخلاق رفيعة.
فمن يزرع الخبث الآن، لن يحصد إلا خيبة الفشل….، أما أشرف، فموعده مع المجد لن يُؤجَّل.