في خطوة دبلوماسية جديدة تعكس متانة العلاقات المغربية البرتغالية، أعلنت البرتغال دعمها لمبادرة الحكم الذاتي التي تقدمت بها المملكة المغربية لتسوية النزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء، ويأتي هذا الموقف في سياق الدينامية الدولية المتصاعدة التي تُكرّس الاعتراف المتزايد بعدالة القضية الوطنية.

ووصف محللون سياسيون وخبراء في العلاقات الدولية هذا الموقف البرتغالي بأنه يشكل “انتصاراً دبلوماسياً جديداً” يعزز الطرح المغربي، ويضيق الخناق على أطروحة الانفصال التي تدعمها الجزائر.

في هذا السياق، قال محمد بن طلحة الدكالي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض، إن إعلان لشبونة كان “متوقعاً”، بالنظر إلى الدعم المتنامي الذي تحظى به المبادرة المغربية من قِبل قوى أوروبية وازنة، وأكد أن “الدعم البرتغالي يعكس نهاية الوهم الانفصالي الذي تروج له الجزائر، ويؤشر على بداية أفول مشروع البوليساريو”.

وأضاف بن طلحة أن هذا الموقف البرتغالي ليس معزولاً، بل يأتي في إطار سلسلة من المكاسب الدبلوماسية التي راكمها المغرب في هذا الملف، في مقابل انتكاسات متوالية للطرف الآخر، واصفاً المقاربة الجزائرية بأنها “بعيدة عن الحكمة والعقلانية”.

من جهته، اعتبر خالد شيات، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، أن البيان المشترك الصادر عن الاجتماع المغربي البرتغالي عبّر بوضوح عن كون الحكم الذاتي يمثل “الإطار الأمثل لإيجاد حل سياسي واقعي ومستدام للنزاع”. ولفت إلى أن هذا الدعم يعزز من زخم المبادرة المغربية داخل الأوساط الدولية.

وشدد شيات على أن موقف البرتغال لا يرتبط بتنظيم كأس العالم 2030، الذي ستحتضنه بشراكة مع المغرب وإسبانيا، بل يستند إلى رؤية استراتيجية تقوم على علاقات ثنائية متينة وثقة متبادلة، وأوضح أن دعم الحكم الذاتي أصبح يمثل “توجهاً دولياً سائداً”، مؤكداً أن “البرتغال تنخرط اليوم في موجة من المواقف الدولية التي تعتبر هذا المخطط السبيل الوحيد لتسوية النزاع، وفق منطق القانون الدولي والواقعية السياسية”.

ويأتي هذا الإعلان في وقت تعرف فيه القضية الوطنية زخماً غير مسبوق على الساحة الدولية، حيث تواصل الرباط حصد تأييد عدد متزايد من الدول لمبادرتها التي توصف بـ”الجدية وذات المصداقية”، في ظل استمرار الجزائر في تبني مواقف متصلبة تراهن على أطروحات باتت متجاوزة دولياً.