
في محاولة يائسة تعكس ارتباكها وعجزها المتزايد، أقدمت جبهة البوليساريو الانفصالية، المدعومة مباشرة من النظام الجزائري، على تنفيذ هجوم صاروخي استهدف منطقة خالية من السكان قرب مدينة السمارة بالأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية.
ويأتي هذا الفعل الإرهابي في وقت تشهد فيه القضية الوطنية انتصارات دبلوماسية متلاحقة، حيث تتزايد الدول الداعمة لمقترح الحكم الذاتي المغربي، وتُسحب الاعترافات الواهية بالجمهورية الوهمية تباعًا، في ظل عزلة دولية خانقة تعاني منها الجزائر راعية هذا الكيان الانفصالي، بعد افتضاح دورها في زعزعة أمن واستقرار المنطقة.
القصف، وإن لم يخلف أي خسائر بشرية أو مادية، يُعد رسالة يائسة مفادها أن البوليساريو قد أفلست ميدانياً وسياسياً، ولم يعد لها من سبيل سوى التصعيد الإعلامي عبر هجمات فارغة لا تغيّر شيئًا من الواقع القانوني والسيادي على الأرض.
اليقظة العالية للقوات المسلحة الملكية أحبطت هذا التصعيد الإرهابي في مهده، بعدما تم تحديد مصدر الهجوم والتعامل معه بدقة، ما يؤكد الجاهزية المغربية في مواجهة كل التهديدات، سواء من داخل التراب الوطني أو من وراء الحدود.
لكن يبقى السؤال الأهم موجّهًا للمنتظم الدولي: إلى متى سيستمر صمته تجاه الانخراط الجزائري المباشر في دعم ميليشيا مسلحة تنتهك القانون الدولي وتهدد الأمن الإقليمي؟ أليس من حق المغرب أن يطالب بمحاسبة دولة توفر التمويل والتسليح والغطاء السياسي والإعلامي لجماعة مصنفة بحكم الأفعال ضمن خانة الإرهاب؟
إن المغرب، القوي بشرعيته، والواثق بدبلوماسيته، لن ينجرّ وراء هذه الاستفزازات الطائشة، لكنه في الوقت نفسه لن يتهاون مع أي محاولة تستهدف وحدة ترابه الوطني أو أمن مواطنيه.
الهجوم قرب السمارة كشف مرة أخرى أن البوليساريو لا تملك مشروعًا، بل قذائف فارغة، وأن الجزائر لم تعد تملك حلفاء، بل عزلة خانقة نتيجة رهاناتها الخاسرة.