استعرض ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أبرز إنجازات الدبلوماسية المغربية خلال عرض الميزانية الفرعية لوزارته أمام لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين بالخارج، وركز الوزير على تطور العلاقات مع الشركاء الدوليين، وجهود المغرب لتعزيز مكانته الاقتصادية والسياسية، إضافة إلى مواقفه تجاه القضايا الإقليمية والدولية.
شراكة متميزة مع الاتحاد الأوروبي
أكد بوريطة أن المغرب أصبح أول شريك اقتصادي للاتحاد الأوروبي في عدد من القطاعات، بفضل تفعيل آليات الشراكة التي أسهمت في إزالة الحواجز التجارية أمام الصادرات المغربية، وأشار إلى أن العلاقات الثنائية مع الدول الأوروبية باتت تؤطرها اتفاقيات شراكة تغطي مجالات متعددة، مما يعكس الثقة والمصداقية التي يتمتع بها المغرب كفاعل أساسي في استتباب الأمن والسلم في المنطقة.
كما أشار الوزير إلى أن دعم عدد من الدول الأوروبية لمقترح الحكم الذاتي للصحراء المغربية يعزز من موقع المغرب الدبلوماسي، وشملت قائمة الدول الداعمة فرنسا، سلوفينيا، فنلندا، وإسبانيا، وغيرها، مع تقديرها للمبادرات الملكية الهادفة إلى تسهيل التعاون بين دول الساحل والمحيط الأطلسي.
دينامية إيجابية مع الولايات المتحدة
فيما يتعلق بعلاقة المغرب بالولايات المتحدة، وصفها الوزير بأنها في تطور مستمر، مشيرًا إلى تبادل زيارات رفيعة المستوى تعكس قوة الحوار السياسي والتعاون الأمني والعسكري بين البلدين، وأبرز الوزير أن المبادلات التجارية بين البلدين شهدت منحى تصاعديًا، إلى جانب استقرار 150 شركة أمريكية في المغرب.
اختراق دبلوماسي في أمريكا اللاتينية
أشاد بوريطة بالتحولات الإيجابية في مواقف عدد من دول أمريكا اللاتينية تجاه قضية الصحراء المغربية، مثل تعليق الإكوادور اعترافها بالجمهورية الوهمية، وإعلان بنما تأييدها لمقترح الحكم الذاتي، وأكد أن المغرب نجح في تعزيز حضوره في المنطقة عبر لقاءات ثنائية مع دول مثل البرازيل والبيرو، ما أسفر عن شراكات استراتيجية واستثمارات جديدة.
قضية فلسطين ودور المغرب في الشرق الأوسط
في سياق الحرب الدائرة في الشرق الأوسط، شدد الوزير على التزام المغرب بدعم القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن الملك محمد السادس، بصفته رئيس لجنة القدس، يولي اهتمامًا كبيرًا لحماية مدينة القدس وسكانها، وجدد الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وفتح المعابر لتأمين وصول المساعدات الإنسانية، مؤكدًا موقف المغرب الداعم لحل الدولتين وفق الشرعية الدولية.
ختام قوي لدبلوماسية متعددة الأبعاد
اختتم بوريطة عرضه بالتأكيد على أن الوزارة تعمل، بتوجيهات ملكية، على تعزيز مكانة المغرب كشريك استراتيجي على الساحة الدولية، مع المضي قدمًا في الدفاع عن القضايا الوطنية ودعم الاستقرار والتنمية في المنطقة.