تتفاقم معاناة سكان مدينة الصخيرات يومًا بعد يوم بسبب أزمة النقل العمومي التي أصبحت الشغل الشاغل لجميع الفئات المجتمعية، من عمال وموظفين وطلبة إلى المواطنين البسطاء الذين يعتمدون على وسائل النقل العمومي بشكل أساسي، هذه الأزمة ليست وليدة اللحظة، بل تصاعدت حدتها بعد عملية ترحيل عدة دواوير من عمالة الصخيرات تمارة إلى المدينة، مما تسبب في زيادة عدد السكان بشكل كبير، دون أن يرافق ذلك أي تطوير للبنية التحتية للنقل أو تعزيز وسائل النقل العمومي.
تعقيد الأزمة بسبب سلوكيات بعض السائقين
إلى جانب النقص الحاد في وسائل النقل، يواجه سكان الصخيرات تعنتًا من بعض سائقي سيارات الأجرة الذين يرفضون إيصال الركاب مباشرة إلى مدينة تمارة، مفضلين تقسيم الرحلة إلى محطتين: الأولى إلى عين عتيق، والثانية إلى تمارة، هذا السلوك يهدف إلى تحصيل أجرة مضاعفة من الركاب، إلا أنه يؤدي إلى معاناة إضافية للمواطنين الذين يجدون أنفسهم مضطرين للانتظار لفترات طويلة وسط ازدحام شديد في نقاط النقل، بالإضافة إلى تحمل أعباء مالية إضافية.
أثر الأزمة على الحياة اليومية
أزمة النقل أثرت بشكل مباشر على حياة السكان، حيث بات الوصول إلى أماكن العمل أو المؤسسات التعليمية في المدن المجاورة تحديًا يوميًا، تأخر العمال عن أعمالهم أصبح أمرًا معتادًا، والطلبة يجدون صعوبة في الوصول إلى جامعاتهم ومدارسهم، مما يهدد مستقبلهم التعليمي، أما المرضى وكبار السن الذين يحتاجون إلى التنقل لتلقي العلاج أو قضاء أمورهم الشخصية، فهم الأكثر تضررًا من هذه الأزمة.
غياب الحلول ونداءات السكان
ورغم النداءات المستمرة من السكان للجهات المعنية، لم تظهر أي خطوات جدية لمعالجة هذا الوضع، بحيث يطالب المواطنون بزيادة عدد الحافلات العمومية التي تربط بين الصخيرات والمدن المجاورة، وتنظيم قطاع سيارات الأجرة بشكل يضمن العدالة والشفافية، بالإضافة إلى وضع آليات صارمة لمراقبة المخالفات التي يقوم بها بعض السائقين.
حلول ممكنة لتخفيف الأزمة
تتطلب الأزمة الحالية رؤية شاملة وخطة عمل واضحة تشمل:
1. زيادة أسطول النقل العمومي من خلال توفير حافلات إضافية تعمل بشكل منتظم وبتوقيت محدد يضمن تغطية احتياجات المواطنين.
2. تنظيم قطاع سيارات الأجرة يسمح بفرض رقابة صارمة على السائقين وإلزامهم بالالتزام بالمسارات المحددة دون استغلال المواطنين.
3. إنشاء خطوط نقل مباشرة بين الصخيرات والمدن المجاورة مثل تمارة والرباط، لتقليل الزمن والتكاليف على السكان.
4. تطوير البنية التحتية من خلال تحسين الطرق والمحطات وتوفير مواقف آمنة ومريحة للحافلات وسيارات الأجرة.
ضرورة تدخل عاجل
إذا لم تتحرك الجهات المعنية بسرعة لمعالجة هذه الأزمة، فقد يؤدي ذلك إلى تداعيات خطيرة على الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في المدينة، فالنقل العمومي ليس مجرد خدمة، بل هو شريان حياة للمدينة وسكانها، وأي إهمال في هذا القطاع سينعكس سلبًا على كل جوانب الحياة اليومية.
ان سكان مدبنة الصخيرات، باتوا يشعرون بالإحباط من غياب الحلول، ويطالبون بحقهم في نقل عمومي كريم ومريح يليق بكرامتهم ويخفف من أعباء حياتهم اليومية.