يفكر ثلث المغاربة في الهجرة، في أول فرصة يرونها مناسبة لذلك، كما جاء في استطلاع رأي أجراه البارومتر العربي، المتخصص في استطلاعات الرأي، وهو أقدم وأكبر مستودع للبيانات المتاحة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وكشفت النتائج، للشهر الحالي، أن حولي 35 في المائة من المغاربة يفكرون في ذلك، وأن الشباب هم أكثر الفئات رغبة حيث عبر عن ذلك 55 في المائة، مقارنة مع 71 في المائة من الشباب التونسي، و58 في المائة من الشباب اللبناني و54 في المائة من الشباب الأردني، و35 في المائة من الشباب الفلسطيني و27 في المائة من شباب الكويت.
وبيّن الاستطلاع أن 42 في المائة من المتعلمين يريدون الهجرة، وأن دخل الأسرة يلعب دورا كبيرا في دفع المغاربة إلى التفكير في الهجرة، حيث يقول 4 من بين 10 أشخاص أن دخلهم لا يغطي نفقاتهم الشهرية، لذلك يرغبون في الهجرة، مقارنة مع 29 في المائة فقط من ميسوري الحال.
وإلى جانب الدخل الشهري، قال نصف المغاربة المستطلعة آراؤهم، إن الدافع الاقتصادي للبلد هو السبب في التفكير في الهجرة، بنسبة 45 في المائة. في وقت تتصدر الدوافع الاقتصادية في أغلب الدول التي شملها الاستطلاع قائمة دوافع الراغبين في الهجرة، أولهم الأردنيون (90 في المائة) والتونسيون (89 في المائة).
وعلى العكس من الأسباب الاقتصادية التي تذكرها أعداد كبيرة في أغلب الدول التي شملها الاستطلاع، فالعوامل الأخرى المحركة لرغبة الناس في الهجرة عادة ما تقتصر على تحديات محلية تواجه كل بلد.
ويختلف المهاجرون المحتملون بالمنطقة في الوجهة المرغوبة. وتتصدر أمريكا الشمالية القائمة، تليها دول غرب أوروبا والخليج. والولايات المتحدة الأمريكية هي المقصد المفضل لأكثر من نصف الراغبين في الهجرة في موريتانيا (56 بالمائة). ويوافقهم في هذا الرأي أكثر من الثلث من الراغبين في الهجرة من الكويت (38 بالمائة) والأردن (32 بالمائة)، ونحو الربع في المغرب (26 بالمائة).
وتعتبر فرنسا الوجهة المفضلة للكثير من المهاجرين المحتملين، حيث يختارها 3 من كل 10 أشخاص (31 بالمائة) في تونس والربع في لبنان (25 بالمائة) والمغرب (23 بالمائة) و15 بالمائة في موريتانيا.
وقال أكثر من نصف المغاربة (53 بالمائة) الراغبين في الهجرة إنهم قد يغادرون المغرب حتى إذا لم تتوفر لهم الأوراق والتصاريح اللازمة لذلك.
ومن بين المهاجرين المحتملين يميل الحاصلون على التعليم الثانوي فقط أو أقل إلى التفكير في الهجرة دون توفر الأوراق الرسمية أكثر من أقرانهم المتعلمين جامعيا. والفجوة بين الفئتين تبلغ أقصاها في تونس (23 نقطة) والمغرب (18 نقطة).
ويقول نحو الثلثين (64 بالمائة) من المغاربة الراغبين في الهجرة الذين يواجهون صعوبات في تغطية نفقاتهم إنهم قد يهاجرون دون أوراق رسمية، مقارنة بالثلث فقط (34 بالمئة) من الأوفر حظا ماديا.