تشعشعت أنوار شمس المغرب في المونديال القطري على سماء دوحة العرب ، و سطعت معها مظاهر الثقافة الشعبية المورية المتجدرة خلال هذا العرس الكروي العالمي .. بأسلوب وطني صادق لا يخلو من حس عفوي ، حدثنا ملهمنا جميعاً وزير السعادة المغربي المدرب الحكيم وليد الرگراگي ، هذا الولي الصالح العائد إلينا من زمن قبيلة رگراگة ببركات سبعة رجالها ، ليعيد كتابة التاريخ بأحرف من ذهب و سحر بورغواطيٍّ بائد ، وليد اليوم هو ثامن رجال رگراگة بهذا الإنجاز التاريخي الغير المسبوق للكرة المغربية و الإفريقية والعربية أيضاً ، ” مول النية ” فضل التعبير عن الذات المغربية بلغته العفوية و استطاع من خلال تصريحاته الإعلامية و خطابه العميق الدارج ، أن يعيد الإعتبار و القيمة الحقيقية للدارجة المغربية بحمولتها اللغوية المتعددة الروافد و التي تجسدها قيم “التامغرابيت” .
معجم من الكلمات و المفردات المغربية الأصيلة ، تسلح بها الخطاب التواصلي لهذا الرگراكي المبهر ، ” ديرو النية” ،”التبوريشة” “المغرب اليوم غدي إتفرگع ! ” “خسنا نبدلوا العقلية ديال الشعب المغرَبي” “تيقوا فالدراري راه كيتقاتلو على بلادهم” ، “بغينا نهزو راس إفريقيا و الأفارقة” … وغيرها من الجمل العفوية و الكلمات التي تحمل في طياتها قوة إيجابية رهيبة ، إستطاعت أن تلهم العناصر الوطنية لتصنع المجد و النصر ، لشعب متعطش لنشوة الإنتصارات .
هي ملحمة وطن إفتقدها المغاربة ومعهم الأفارقة والعرب أيضا لسنوات طوال ، أمام أعين وسائل الإعلام الدولية المختلفة ، تعالت الأصوات وهتافات الجماهير المساندة لأسود الأطلس الشامخ ، في مدن و قرى الوطن و في عواصم أروبية و عربية عديدة ، تصدَح حناجرها بشعارات قوية هزت ليالي المونديال القطري المتميّز في الشوارع كما في المقاهي ، بدورهم رواد مواقع التواصل الاجتماعي و الفضاءات الإفتراضية قاموا بإبداع شعارات و أشكال تعبيرية في مستوى اللحظة ، تفيض فرحاً و ابتهاجاً بالإنجاز التاريخي للمنتخب الوطني المغربي.
” الذهب و اللويز في هزيمة البرطقيز” يعنون الأستاذ محمد بن تيزى من الجنوب الشرقي للمملكة ، واجهة كتاب إفتراضي بمرجعية تاريخية ساخرة من تأليف “العالم العلامة و الحبر الفهامة وليد الرگراگي المغربي” ، ولائحة الإبداع و التعبير عن الفرحة والطموح الكروي تطول بتوالي إنتصارات النخبة الوطنية .. ففي الوقت الذي غير فيه الإنسان المغربي قواعد لعبة سيطرت عليها دول المركز الكروي الغربي ، هاهم وليدات الرگراكي بررة الوالدين ، يحققون المستحيل و يسعون للعلا ، حاملين أعلام وطننا متنافسين مع أعتى الفرق العالمية ، بل و تمكنوا من إزاحتها من منافسات المونديال ، في معركة مباريات مصيرية تناغم فيها أسلوب اللعب على رقعة الميدان ، بقيم سوسيوثقاقية متجدرة في عمق التربة المغربية الأصيلة ، فالدرس العالمي لمنتخبنا الوطني تجاوز منطق كرة القدم ، بل تعداه إلى إرسال رسائل حضارية و ثقافية مفعمة بالطموح و الصمود و روح رياضية أبهرت شعوب العالم ، في ملحمة وطنية “تامغرابيتية” و حكاية منتخب قوي نسج خيوطها الناخب الوطني وليد الرگراگي وليُّ الوطن الصالح .
سليمان عطو / صحافي و مدون