تقرير : الفساد والرشوة والمحسوبية سلوكيات تنخر “مديرية الأدوية والصيدلة “

في تقرير صادم ، دقت الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة الحق في الحياة، ناقوس الخطر بخصوص الوضع المزري الذي تتخبط فيه مديرية الأدوية والصيدلة في ظل استفحال الفساد والرشوة والزبونية وتكرس بعض الممارسات الخطيرة التي تتنافى كليا مع الحكامة الإدارية والمالية والشفافية والمنافسة الشريفة في تدبير شؤونها ، وفي خرق سافر للقانون رقم 55.19 المتعلق بتبسيط المساطر والإجراءات الإدارية على حد تعبير الشبكة ، وهذا نص التقرير الذي توصلت هوسبريس بنسخة منه : 

ضرورة الوقوف في وجه السماسرة والمفسدين والقيام بتحقيق شامل في فضيحة تهريب وثائق رسمية خارج المديرية 

أن الآوان لتحويلها لوكالة وطنية مستقلة للأدوية والمستلزمات الطبية وتكريس الشفافية ومحاربة الاحتكار

اكدت عدة تقارير وافتحاصات جديدة لمؤسسات دستورية وحقوقية، لما يقع اليوم من تجاوزات خطيرة وفساد وتسيب ورشاوي بمديرية الأدوية والصيدلة التابعة لوزارة الصحة ، سبق ان كشفت عنه الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة في عدة تقارير ، ابطالها بعض المسؤولين الذين عمروا طويلا بالمديرية ، يتحكمون في دواليبها ويتجاوزون صلاحياتهم الإدارية  ،خلقوا لأنفسهم مديريات مستقلة داخل مديرية الأدوية والصيدلة ، وفروع للوساطة تتاجر في مصالح المستثمرين في مجال الأدوية والمستلزمات الطبية ومستحضرات التجميل ، ويتوفرون على حماية من داخل و خارج وزارة الصحة بتواطؤ بعض المحتكرين للسوق الوطنية

فرغم كل المحاولات التي تقوم بها مديرة الأدوية والصيدلة التي تم تعيينها من اجل تصحيح الاختلالات والقيام بإصلاحات عميقة، تتماشى والتوصيات الصادرة عن اللجنة البرلمانية الاستطلاعية وتنفيذ المخطط الاستراتيجي لوزارة الصحة بخصوص قطاع الأدوية والمستلزمات الطبية بالمغرب والهادف الى إعادة الهيكلة وإصلاح الاختلالات المزمنة وتأهيل مديرية الأدوية والصيدلة الوطنية للقيام بمسؤولياتها في ضمان الأمن الدوائي للمغاربة في افق تحولها الى وكالة وطنية مستقلة ، فإن مديرية الأدوية والصيدلة الوطنية ظلت تعاني من الفساد والرشوة والزبونية وتكرس ممارسات خطيرة تتنافى كليا من الحكامة الإدارية والمالية والشفافية والمنافسة الشريفة في تدبير شؤونها ، وفي خرق للقانون رقم 55.19 المتعلق بتبسيط المساطر والإجراءات الإدارية وخاصة على مستوى المستمرين في مجال الادوية والمستلزمات الطبية وفي غياب ربط المسؤولية بالمحاسبة كما نص على ذلك دستور المملكة حيث تعاني عدة شركات وخاصة شركات ومقاولات المستلزمات الطبية والأدوية، من التلاعبات بملفاتهم وتجميدها وتعطيل تراخيص للأدوية والمستلزمات الطبية، منها طلبات تراخيص لشركات صناعة الأدوية أو استراد المستلزمات الطبية ،  بعض هذا الملفات تعود الى فترة وزراء سابقين، تختفى وتظل سجينة المكاتب  لمدة سنة أو اكثر في المقابل تسلم أخرى وقت وجيز ، تراخيص لشركات خارج الإدارة عبر وسطاء وسماسرة بعضهم كانوا مسؤولين بمديرية الأدوية وأصبحت قبلة مربحة لهم للقيام بممارسات السمسرة والتدخل حيث يطغى منطق الأولوية للملفات التي يقبل اصحابها، بالمساومات , وهو ما ظلت تعرفه المنتجات الصحية لم يتم الترخيص وتسليم شواهد التسجيل ، الا لفئة قليلة ناهيك عن ضياع للملفات التي يتم اتلافها أو التخلص منها ، وعدم التوفر المهنيين على اية ادلة حول وضع ملفاتهم بالمديرية خاصة ،امام رفض المسؤولين التأشير على استلام الملفات طبقا للقوانين المعمول بها في جميع الإدارات العمومية بالمغرب. 

في سياق متصل فان وزارة الصحة قامت بخلق منصة إليكترونية مباشرة من اجل شفافية التعامل مع الملفات وتسهيل تتبع ملفات المهنيين الراغبين في الحصول على الشواهد ،لكن صدم المهنيين بإتلاف المنصة الإلكترونية ونظامها  من أجل حرمان مهني المستلزمات من تسجيل موادهم، حتى يجبروا على التواجد بالمديرية من اجل فرض شروط السماسرة رغم  ان اغلب المستثمرين الوافدين يأتون من أماكن بعيدة ، كوجدة والعيون ومراكش، والراشيدية وغيرها ، يتم اختلاق مبررات غير قانونية لمطالبتهم بوثائق جديدة غير مطلوبة او تغيير المستندات والوثائق المطلوبة للتسجيل ،مخالفة لما هو مؤشر عليها بالجريدة الرسمية حتى يتم استغلالهم او التخلص منهم، ودفعهم للتوجه نحو السماسرة لتحظى  ملفاتهم بالتأشيرة المطلوبة وتسليمهم شهادة التسجيل

واذا كانت مهمة مديرية الأدوية والصيدلة هي ضمان سلامة الأدوية والمنتجات الصحية  من أدوية، ومستلزمات طبية ومنتجات التجميل ومكملات غذائية، فإن ما يقع فيها اليوم من فوضى وتسيب ورشاوي وعصيان داخلي ضد الإصلاح والتغيير يتسبب في فقدان العديد من الأدوية والمستلزمات الطبية وارتفاع أسعارها لنذرتها في السوق الوطنية ،وهو ما أكده مجلس المنافسة بخصوص المنافسة الشريفة و الأسعار والاحتكار وغياب الشفافية ، الأخطر ما في الأمر ظهور ممارسات وتعامل لاإنساني وحاط من الكرامة مع المستثمرين و مسؤولي ومندوبي الشركات والمقاولات المغربية خاصة مهنيي المستلزمات الطبية

والشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة الحق في الحياة، تدق ناقوس الخطر، خاصة في هذه الظروف الاستثنائية التي تقوم فيها الدولة بمجهودات جبارة للحفاظ على الأمن الصحي للمواطنين من خلال المشروع المجتمعي للتأمين الصحي الاجباري عن المرض لجميع الموطنين وولوج الأدوية والمستلزمات الطبية والتجهيزات التكنولوجيا الطبيبة وفي مواجهة جائحة كوفيد -19 بأسعار في المتناول

وهي تحيي كل الموظفين والموظفات الشرفاء العاملين بمديرية الأدوية والصيدلة وتفانيهم في عملهم ورسالتهم النبيلة في ضمان الامن الدوائي للمواطنين

ومن اجل كل ما سبق فإن الشبكة تدعو وزارة الصحة والجهات الحكومية المعنية بما فيها المجلس الأعلى للحسابات الى : 

1*ضرورة فتح تحقيق في فضيحة اتلاف وسرقة وثائق رسمية خاصة بشركات الأدوية والمستلزمات والمستحضرات الطبية، التي تم إخراجها مباشرة بعد اقالة بعض المسؤولين بالمديرية ودلك امام اعين حراس الأمن وتم التوثيق الالكتروني للعملية ولازالت تدخلات نقابية لطمس هدا الملف الخطير الدي سيعري على فضائح اخطر لمسؤولين اصبحوا بقدرة قادر يملكون فيلات فخمة وسيارات من النوع الرفيع و”ياخت” كل كذلك من خلال الاغتناء اللامشروع وهو ما يتطلب تدخل سريعالمجلس الأعلى للحسابات

2*اتخاذ جميع الإجراءات القانونية المستعجلة والصارمة لتوقيف نزيف الفساد الإداري والمالي، والاستهتار بحقوق المستمرين المغاربة وابعاد الوسطاء والسماسرة وتطبيق القوانين فيما يتعلق تضارب المصالح داخل المديرية وفق ميثاق الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة

3* دعم السيدة مديرة الأدوية وطاقمها الإداري في تنفيذ استراتيجيتها الشاملة في الإصلاح الهيكلي الشامل للمديرية وتقنين المسؤوليات والصلاحيات لكل الأقسام والمصالح ، مع استخدام التقنيات المبتكرة في مجال المعلومات والتواصل وتسريع رقمنة المساطر وإحداث منصات الكترونية لإيداع الطلبات ومعالجتها بالسرعة والجدية المطلوبة وتعليل القرارات الإدارية وفتح باب الطعون، مع ضرورة تخفيض المصاريف ومراجعة بعض النصوص والتشريعات المتقادمة والمتجاوزة في افق تحويلها الى وكالة وطنية مستقلة للأدوية والمستلزمات الطبية ومستحضرات التجميل وإخراج قانون ملزم لنظام المراقبة والتتبع للحفاظ على مأمونية وجودة الدواء والمستلزمات الطبية traçabilité لمواجهة مختلف أساليب التلاعبات ،و ظاهرة الأدوية المغشوشة والمزورة للحفاظ على سلامة وجودة ومأمونية الأدوية و بالتالي تامين صحة المرضى كل دلك في افق مأسسة وكالة وطنية للأدوية والمستلزمات الطبية ومستحضرات التجميل .

الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة الحق في الحياة.

علي لطفي

Related Posts

مجلس الحسابات يحقق في خروقات برنامج انطلاقة وتورط مسؤولين بنكيين

بدأ المجلس الأعلى للحسابات في التحقيق بملفات برنامج “انطلاقة” بعد اكتشاف خروقات مالية وإدارية خطيرة شملت التلاعب في القروض، والرشوة، والتزوير. وأفادت مصادر مطلعة بأن قضاة المجلس، بقيادة زينب العدوي،…

متابعة الناشط الحقوقي فؤاد عبد المومني في حالة سراح بتهم إهانة هيئة منظمة والتبليغ عن جريمة خيالية

       أعلن نائب وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية الزجرية عين السبع بالدار البيضاء أن الناشط الحقوقي فؤاد عبد المومني سيمثل في حالة سراح بعد اتهامه بإهانة هيئة منظمة وتبليغ…

اترك تعليقاً

You Missed

القصر الكبير: تعيين جديد على رأس مصلحة شرطة المرور…. الضابط مصطفى الشاوي أمام تحديات كبرى.

القصر الكبير: تعيين جديد على رأس مصلحة شرطة المرور…. الضابط مصطفى الشاوي أمام تحديات كبرى.

قصف إرهابي على السمارة يكشف الوجه الدموي للبوليساريو.. والجزائر في قفص الاتهام.

قصف إرهابي على السمارة يكشف الوجه الدموي للبوليساريو.. والجزائر في قفص الاتهام.

إحباط مخطط إرهابي خطير في الرباط بتنسيق مغربي-فرنسي.

إحباط مخطط إرهابي خطير في الرباط بتنسيق مغربي-فرنسي.

طرفاية: مدير متحف أنطوان دو سانت إكزوبيري يسلط الضوء على تاريخ المتحف ومكانته الرمزية.

طرفاية: مدير متحف أنطوان دو سانت إكزوبيري يسلط الضوء على تاريخ المتحف ومكانته الرمزية.

خريطة المغرب الكاملة ترفرف في قمة الرقابة المالية بجنوب إفريقيا: إشعاع دبلوماسي ورسائل قوية.

خريطة المغرب الكاملة ترفرف في قمة الرقابة المالية بجنوب إفريقيا: إشعاع دبلوماسي ورسائل قوية.

المغرب يتولى رئاسة لجنة أممية للفضاء بفيينا بدعم إفريقي بالإجماع.

المغرب يتولى رئاسة لجنة أممية للفضاء بفيينا بدعم إفريقي بالإجماع.