

من الطبيعي و انت تحمل كيس “الزبالة” تذهب مباشرة الى صندوق القمامة لتضعه بين اقرانه، وهذا هو التصرف الطبيعي، و لكن من العيب و الغير مقبول أن ترميه في حديقة نظيفة لأن المنطق البسيط يقول إن الأوساخ والقاذورات لا تجتمع إلا مع اشباهها.
في عام 1948 وبعد ساعات قليلة من قيام دولة الإحتلال، سارع الإتحاد السوفيتي و من بعده صربيا وبريطانيا وفي وقت لاحق الولايات المتحدة بالإعتراف بالكيان الصهيوني رغم إدراكهم أنها دولة لقيطة مغتصبة جمعت المتطرفين والمنبوذين والخارجين عن القانون في اصقاع المعمور من اليهود ليقيموا دولة، حتى وإن اغتصبوا وقتلوا وهجروا اهلها من الفلسطنيين.
في عام 2013 وقت أن كان الجنرال عبد الفتاح السيسي يلقي خطاب إنقلابه الدموي في حضرة شياطين الإنس كانت دول ثلاثي الشر السعودية والإمارات والبحرين، وفي وقت واحد يعلنون تأييدهم للإنقلاب، رغم إدراكهم ان مثل هذه الخطوة جريمة سياسية مكتملة الاركان في حق المصريين، ولكن هيهات فهذه الأنظمة الوظيفية لا تفكر كثيرا فيما هو قانوني او غير ذلك، كل ما يهمها هو تنفيذ المطلوب منها، وبالتالي سارعت تلك الدول بتأييد الجنرال في جريمته و اتفقت على القاتل والقتيل، و مقابل القتل، وأين سيتم دفن جثة المغدور .
يوم أمس الخميس 2020/8/13 وبعد الكشف عن العلاقة الآثمة بين الإمارات ودولة الإغتصاب الصهيوني برعاية المأذون الأمريكي كان الجنرال السيسي و النظام السعودي و البحرين أول المباركين المهنئين لهذه العلاقة، دون ذرة خجل أو قليل من الملح في العيون أو لحظة تروي للتفكير في مآلات مثل هذه الخطوة على القضية الفلسطينية و الصراع العربي الإسرائيلي.
إذا قد تختلف الوان واشكال سلات القمامة، ولكن لا نختلف على أن ما بداخلها بالتأكيد ستكون الازبال العفنة والتي تنبعث منها الروائح النتنة التي تزكم الأنوف وتشمئز منها العيون.