

فيديو مؤثر ..إنتشر مؤخراً للطفل “الراجل” صابر ..سبحان الله كله حيوية وجهه جميل، الذكاء يشع من عيونه رغم ذل الفقر و الحاجة ..سألته مذيعة جريدة الدستور ..تتنمى إيه ياصابر؟..كأي طفل في عمره ستكون إجابته.. عاوز العب كرة ..عاوز اشتري تليفون جديد.. ألف امنية يتمناها الأطفال ممن في عمره، ولكن جاءت إجابة صابرة موجعة وكاشفة…
نفسي ارجع المدرسة تاني علشان كنت شغال وطلعت منها !!!!.
طيب انت ليه خرجت من المدرسة ؟.
أبويا ميت و كل يوم امي علشان تصرف علينا عاوزين 20 جنيه…فخرجت علشان أساعدها !.
انتشر الفيديو كالنار في الهشيم لأن صابر تحدث بعفوية الطفولة التي تسكن كل جوارحه، وبهذه العفوية كشف عورتنا جميعاً.
صحيح مشيخة الأزهر الشريف بتوجيه من الدكتور أحمد الطيب تكرمت بالتكفل بإعادة صابر إلى مقاعد الدراسة، مع دراسة حالة أسرته و تخصيص راتب شهري لها من أموال الزكاة، ولكن إذا كان الأزهر قد تطوع وأخذ بيد صابر الي الطريق الصحيح، فماذا عن المليون صابر الآخرين ؟.
تذكر تقارير الأمم المتحدة الخاصة بالطفولة أن عدد أطفال الشوارع في مصر تقدر بحوالى مليون طفل مشرد، معظمهم في المدن الكبري.
وإذا كانت الصدفة الطيبة قد انتشلت صابر من المصير المجهول الذي كان ينتظره و اعادته إلى مقاعد المدرسة، فماذا نحن فاعلون مع القنابل الموقوتة التي تتزايد يومياً في شوارع مصر و أزقتها؟.
مشكلة صابر و غيره أعادت للواجهة السؤال.. هل يمكن للمجتمع أن يتغافل عن حقوق هؤلاء الأطفال في الحياة الكريمة واستكمال دراستهم؟.
هل يمكن لمجتمع طامح في الريادة أن يتغافل عن هؤلاء المشردين وعن البيئة التي يعيشون فيها والتربة المناسبة لزيادة معدلات تعاطي المخدرات و السرقة و الجريمة العشوائية و المنظمة والإرهاب بكل أنواعه، ناهيك عن خسارة إقتصادية للقيمة الإنتاجية المنتظرة لهؤلاء المشردين؟….هل يمكن أن نسمع من هؤلاء النشيد الوطني؟.
وقبل البحث عن حل لهذ القضية دعوني اطرح هذه الاسئلة:
كم أُنفق من ملايين على مؤتمرات الشباب التي كانت تقام كل ستة اشهر ولم تستفد منها مصر إلا الشو الإعلامي ألم يكن هؤلاء المشردون أولى؟.
كم حجم الإنفاق الذي يذهب لتجميل الإدارات الحكومية و الوزارات ألم يكن هؤلاء المشردون أولى؟.؟.
لماذا لا تشارك الجمعيات الأهلية و الأندية و الجامعات في برامج للتوعية و لتثقيف و تشغيل و تأهيل هؤلاء المشردين ؟.
كم حجم الإنفاق السنوي على مهرجانات للسينما والمسرح.. ألم يكن هؤلاء المشردون أولى؟.
إذا كانت الوزارات المعنية عجزت عن رؤية إيجاد حلول مستدامة لهذه المشكلة فأين دور مجلس الشعب؟.
لماذا لا يتدخل البرلمان لسن تشريعات تعمل على الحد من هذه الظاهرة و علاج آثارها ؟