جائحة كورونا.. أزمة عابرة للحدود بردود فعل غير متضامنة

الاستاذ مصطفى الرزرازي

هوسبريس ـ متابعة

 قال الخبير مصطفى رزرازي، أحد كبار الباحثين بمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، إن الازمة الصحية الناجمة عن فيروس كورنا المستجد (كوفيد-19)، أخذت بعدا عابرا للحدود، غير أنه لم ينجم عنها سوى “ردود فعل غير متضامنة” بالنظر إلى أن كافة التدابير لمواجهتها تم اتخاذها على المستوى الوطني فقط.

وسجل  رزرازي لدى حديثه عن طرق تدبير هذه الأزمة في إطار فقرة “سؤال لخبير من مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد” المخصصة لموضوع تدبير أزمة (كوفيد-19)، أن “جل التدابير التي تم اتخذها، هي ذات طابع وطني أكثر منه إقليميا أو دوليا”، مشيرا إلى أن منظمة الأمم المتحدة بدورها تجد نفسها تائهة بعض الشيء على اعتبار أنه و أول مرة لم يكن هناك تجاوب جيد مع النداءات التي أطلقها أمينها العام.

وأوضح أن التوصية التي صدرت عن مجلس الأمن الدولي بشأن فيروس كورونا المستجد، لم يتم تداولها على نحو جيد، لأن تدبير الأزمة تم داخل الحدود الوطنية، محذرا من احتمال أن يؤثر ذلك على شعارات التضامن الدولي والإقليمي، على غرار الامتعاض الذي عبرت عنه إيطاليا من الاتحاد الأوروبي.

وجوابا عن سؤال حول تدبير البلدان الآسيوية لهذه الأزمة، أبرز رزرازي أن هذه الأخيرة طورت منذ فترة طويلة خبرتها في إدارة الكوارث الطبيعية بجميع أشكالها من قبيل الزلازل وموجات المد البحري (تسونامي)، والفيروسات المعدية، والحوادث الإشعاعية، معتبرا أن آسيا راكمت دروسا غنية يمكن أن تستفيد منها الإنسانية.

وأبرز أن مجتمعات مثل اليابان وكوريا الجنوبية والصين تشهد انتشار ثقافات يسهل فيها اعتماد التباعد الاجتماعي، مع قدر أقل من التقارب الجسدي خلال حياتها اليومية، إلى جانب ممارسة وضع الكمامات الشائعة في هذه البلدان.

وحسب الخبير، فإن ما يثير الانتباه، هو أن المعايير التقليدية لتدبير الأزمات “لم تعد عملية”، فالعديد من الدول الغنية باشرت تدبيرها للأزمة بشكل سيئ، فيما استطاعت دول نامية أخرى أن تتحرك بشكل جيد، موضحا أن المغرب مثلا أبان عن أداء قوي في ما يتعلق بصناعة القرار، من خلال إطلاق حجر صحي استباقي قبل العديد من الدول.

وسجل رزرازي أنه خلافا للكوارث الطبيعية أو الإشعاعية مثلا فوكوشيما، تجمع هذه الأزمة بين معيارين اثنين يتمثلان في القرب والاستدامة، مع هامش مناورة محدود فيما يرتبط بالتوقعات.

وأضاف أنه وفقا للممارسات الجيدة المرتبطة بالتكفل النفسي للسكان في مناطق الكوارث، يتمثل الإجراء الأول في مساعدة الأشخاص على الابتعاد عن المناطق الخطرة، والحال أنه في الأزمة الحالية، يوجد الخطر في كل مكان.

ويعتبر مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد مجموعة تفكير مغربية، مهمتها النهوض بتقاسم المعارف والمساهمة في التفكير بشأن القضايا الاقتصادية والعلاقات الدولية، والرهانات الاستراتيجية الإقليمية والعالمية التي تواجه البلدان النامية، وذلك من أجل المساهمة بشكل ملموس في اتخاذ القرار الاستراتيجي عبر أربعة برامج للبحث ذات صلة بالفلاحة والبيئة والأمن الغذائي والاقتصاد والمالية والتنمية الاجتماعية، والعلاقات الدولية.

Related Posts

طرفاية: مدير متحف أنطوان دو سانت إكزوبيري يسلط الضوء على تاريخ المتحف ومكانته الرمزية.

طرفاية – في إطار إبراز الموروث الثقافي والتاريخي الذي تزخر به مدينة طرفاية، تحدث مدير متحف “أنطوان دو سانت إكزوبيري” عن الأهمية الخاصة لهذا الفضاء الثقافي الذي يحتفي بحياة وأعمال…

محمد المهدي بنسعيد: المغرب يتعرض لهجمات إعلامية والمخيمات الصيفية لم تعد نشاطًا موسمياً فقط.

أكد محمد المهدي بنسعيد، وزير الثقافة والشباب والتواصل، أن المغرب يواجه حملات إعلامية معادية من خصوم الوحدة الترابية، مستغلة الوسائط الرقمية ووسائل الإعلام الأجنبية، مشدداً على أن وزارته تتابع هذه…

اترك تعليقاً

You Missed

القصر الكبير: تعيين جديد على رأس مصلحة شرطة المرور…. الضابط مصطفى الشاوي أمام تحديات كبرى.

القصر الكبير: تعيين جديد على رأس مصلحة شرطة المرور…. الضابط مصطفى الشاوي أمام تحديات كبرى.

قصف إرهابي على السمارة يكشف الوجه الدموي للبوليساريو.. والجزائر في قفص الاتهام.

قصف إرهابي على السمارة يكشف الوجه الدموي للبوليساريو.. والجزائر في قفص الاتهام.

إحباط مخطط إرهابي خطير في الرباط بتنسيق مغربي-فرنسي.

إحباط مخطط إرهابي خطير في الرباط بتنسيق مغربي-فرنسي.

طرفاية: مدير متحف أنطوان دو سانت إكزوبيري يسلط الضوء على تاريخ المتحف ومكانته الرمزية.

طرفاية: مدير متحف أنطوان دو سانت إكزوبيري يسلط الضوء على تاريخ المتحف ومكانته الرمزية.

خريطة المغرب الكاملة ترفرف في قمة الرقابة المالية بجنوب إفريقيا: إشعاع دبلوماسي ورسائل قوية.

خريطة المغرب الكاملة ترفرف في قمة الرقابة المالية بجنوب إفريقيا: إشعاع دبلوماسي ورسائل قوية.

المغرب يتولى رئاسة لجنة أممية للفضاء بفيينا بدعم إفريقي بالإجماع.

المغرب يتولى رئاسة لجنة أممية للفضاء بفيينا بدعم إفريقي بالإجماع.