تقرير جلالة الملك: التغير المناخي يشكل أحد الدوافع القوية للهجرة في إفريقيا

هوسبريس ـ متابعة

أكد تقرير جلالة الملك محمد السادس بشأن تفعيل المرصد الإفريقي للهجرة بالمغرب، والذي قدمه رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، الإثنين 10 فبراير 2020، أمام القمة العادية الـ33 للاتحاد الإفريقي المنعقدة بأديس أبابا، أن “التغير المناخي يشكل أحد الدوافع القوية للهجرة في إفريقيا”.

وأوضح التقرير أن “الفيضانات والجفاف وغير ذلك من آثار التغير المناخي تتسبب في هروب ملايين الإفريقيات والأفارقة من مناطقهم”. واعتبر التقرير أن الهجرة في إفريقيا تعاني من “الانطباع الخاطئ”، حيث يتم ربطها حصريا بالفقر، بيد أنها ظاهرة لها دوافع أخرى مثل التغير المناخي، مشيرا إلى أن إفريقيا تعتبر القارة الأكثر تأثرا بظاهرة “الهجرة البيئية” الجديدة.

وأضاف أنه من بين 140 مليون مهاجر محتمل بسبب التغير المناخي، أي ما يناهز 86 مليون شخص، ينتمون إلى إفريقيا جنوب الصحراء، في أفق 2050.

وأكد التقرير أن الهجرة عامل للتنمية، حيث حو ل المهاجرون ما قيمته 529 مليار دولار إلى بلدانهم الأصلية خلال 2018، وتلك التحويلات تمثل غالبا مبالغ أكبر من تلك المخصصة للدعم العمومي المرصود للتنمية والاستثمار الأجنبي المباشر. وأبرز أن إفريقيا تعتبر أقل القارات تلقيا للأصول المالية بمبلغ يقدر بـ46 مليار دولار مقابل 143 مليار دولار في شرق آسيا والمحيط الهادئ، و131 مليار دولار في آسيا الجنوبية، و88 مليار دولار في أمريكا اللاتينية، و59 مليار دولار في أوروبا وآسيا الشرقية.

واعتبر التقرير أن كلفة التحويلات المالية في إفريقيا هي الأعلى في العالم، فيما أن الهدف العالمي تم تحديده في 3 في المائة (الهدف السابع لأهداف التنمية المستدامة)، مضيفا أن الكلفة في إفريقيا تصل إلى 9 في المائة دون وجود مؤشر للإنخفاض.

وأشار إلى أن التحويلات المالية التي تمثل “قيمة غير مستغلة” يمكن أن تشكل رافعة حقيقية ذاتية للتنمية في إفريقيا، معتبرا أن رقمنة التحويلات ينبغي أن تكون مصحوبة بإمكانية تتبع مسارها والتوظيف المستدام لمذخرات الجالية القاطنة بالخارج، وذلك بغرض خلق ثروة على المدى البعيد.

وسجل المصدر ذاته أن مساهمات المهاجرين في التنمية ليس لها بعد وحيد، إذ لا يمكن اختزالها فقط في تحويلات الأموال إلى البلدان الأصلية، بل إنها تساهم أيضا في تحقيق التنمية في دول الاستقبال، علما بأن عددا كبيرا من المهاجرين يتواجدون في الدول السائرة في طريق النمو.

وذكر جلالة الملك أن الصورة النمطية حول المهاجرين الأفارقة تبقى “مشتركا عالميا”، مسجلا جلالته أن المقاربات الأمنية والتوظيفات السياسوية والحسابات الانتخابية تساهم في تشويه ظاهرة الهجرة.

وأكد التقرير، في هذا الصدد، أن الهجرة العالمية ليست إفريقية، إذ لم تعد القارة أرضا مصدرة للهجرة بل أصبحت أرضا لاستقبال المهاجرين، وباتت الهجرة الإفريقية بين-جهوية.

Related Posts

الإتحاد الاشتراكي يحافظ على رئاسة جماعة الوالدية بعد وفاة الرئيس السابق

تمكن حزب الإتحاد الاشتراكي من الحفاظ على رئاسة جماعة الولدية بإقليم سيدي بنور ، بعدما حصل على 16 صوتا من أصل 26 خلال دورة انتخاب الرئيس الجديد، التي عقدت صباح…

الدبلوماسية المغربية تعيد رسم معالم نزاع الصحراء وتفكك الرواية الجزائرية.

هوسبريس_خالد غوتي استطاعت الدبلوماسية المغربية، بقيادة ملكية تتبنى رؤية استراتيجية بعيدة الأمد، أن تحقق اختراقاً نوعياً في مسار تسوية قضية الصحراء المغربية، من خلال إعادة تشكيل الخطاب الدولي حول هذا…

اترك تعليقاً

You Missed

ساكنة جماعة راس الواد تنتظر التفاتة جهوية لإنجاز طريق حيوية في إطار الشطر الثاني من البرنامج الوطني للطرق القروية

ساكنة جماعة راس الواد تنتظر التفاتة جهوية لإنجاز طريق حيوية في إطار الشطر الثاني من البرنامج الوطني للطرق القروية

بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب.. عفو ملكي يشمل 881 شخصاً.

بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب.. عفو ملكي يشمل 881 شخصاً.

فاجعة فلاحية بالحوز.. تساقط كثيف للبَرَد يلتهم محاصيل تشديرت ويُغرق الفلاحين في المعاناة.

فاجعة فلاحية بالحوز.. تساقط كثيف للبَرَد يلتهم محاصيل تشديرت ويُغرق الفلاحين في المعاناة.

العثور على السيدة المختفية جثة هامدة بجماعة أمهاجر بإقليم الدريوش.

العثور على السيدة المختفية جثة هامدة بجماعة أمهاجر بإقليم الدريوش.

الصخيرات.. عمال فندق “لومفتريت” في أسبوعهم الثاني من الاحتجاج: إدارة تتحدى الحكم القضائي والعمال يتوعدون بالتصعيد.

الصخيرات.. عمال فندق “لومفتريت” في أسبوعهم الثاني من الاحتجاج: إدارة تتحدى الحكم القضائي والعمال يتوعدون بالتصعيد.

لويس إنريكي يتجنب دعم حكيمي علناً في سباق الكرة الذهبية.

لويس إنريكي يتجنب دعم حكيمي علناً في سباق الكرة الذهبية.