وعيد ودعوات إلى ضبط النفس اثر مقتل الجنرال سليماني في ضربة أميركية

هوسبريس ـ وكالات

أثار مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني، الشخصية المحورية في ترسيخ نفوذ الجمهورية الإسلامية في الشرق الأوسط، بضربة أميركية فجر الجمعة 3 يناير الجاري في بغداد، قلقا في مختلف أنحاء العالم،  حيث دعت غالبية العواصم إلى الهدوء لتجنب “تصعيد”، فيما توعدت إيران برد قاس.

توعد مرشد الجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي “بانتقام قاس” لمقتل سليماني وأعلن الحداد الوطني لثلاثة أيام.

وقال خامنئي “إن شاء الله لن يتوقف عمله وطريقه هنا وانتقام قاس ينتظر المجرمين الذين لطخت أيديهم بدمائه ودماء الشهداء الآخرين”.

وأكد الرئيس حسن روحاني أن إيران و”الدول الحرة في المنطقة ستنتقم” لمقتل سليماني. وأضاف “من المؤكد أن الأمة الإيرانية الكبيرة والدول الحرة الأخرى في المنطقة ستنتقم من أميركا على هذه الجريمة البشعة”.

وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن “عمل الإرهاب الدولي الذي قامت به الولايات المتحدة باستهداف واغتيال الجنرال سليماني – القوة الأكثر فعالية في محاربة داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) ، وجبهة النصرة، وتنظيم القاعدة وسواها – هو تصعيد خطير للغاية وطائش”.

فيما رئيس وزراء العراق عادل عبد المهدي، فقد حذر من أن الضربة الجوية الأميركية التي أدت إلى مقتل الجنرال سليماني ونائب قائد هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، تشكل “تصعيدا خطيرا يشعل فتيل حرب مدمرة” في العراق.

ودعا الرئيس برهم صالح جميع الأطراف إلى “ضبط النفس وتغليب صوت العقل والحكمة وتقديم المصلحة الوطنية العليا”.

ووصف المرجع الديني الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني الضربة الجوية الأميركية ب”الاعتداء الغاشم”.

وأصدر الزعيم الشيعي مقتدى الصدر أمرا باستئناف نشاطات “جيش المهدي” أبرز قوة مسلحة شيعية قاتلت القوات الأميركية في العراق.

كما دعا القيادي البارز في قوات الحشد الشعبي العراقية قيس الخزعلي “كل المجاهدين”، في إشارة إلى عناصر الحشد، إلى “الجهوزية” للرد على الضربة الأميركية.

 أما الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فقد اعتبر أن سليماني كان يجب أن يقتل “قبل سنوات عدة”.

وجاء في تغريدة أطلقها أن “الجنرال قاسم سليماني قتل أو أصاب آلاف الأميركيين بجروح بالغة على فترة طويلة وكان يخطط لقتل عدد أكبر بكثير… لكنه سقط!”.

من جهته، أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن الولايات المتحدة “ملتزمة بخفض التصعيد”.

وقال بومبيو أن قائد فيلق القدس كان يخطط ل”عمل كبير” يهدد مواطنين أميركيين.

ورحب السناتور الجمهوري النافذ ليندسي غراهام المقرب من الرئيس الاميركي دونالد ترامب ب”العمل الشجاع” الذي قام به الرئيس “ضد العدوان الإيراني”.

وقال السناتور الجمهوري توم كوتون إن الجنرال سليماني “نال ما يستحقه”.

لكن رئيسة مجلس النواب الديموقراطية نانسي بيلوسي قالت إن الضربة ضد سليماني تشكل “تصعيدا خطيرا للعنف”.

وقال جو بايدن النائب السابق للرئيس والمرشح للانتخابات التمهيدية للديمقراطيين إن “ترامب ألقى للتو إصبع ديناميت في برميل بارود وعليه أن يقدم توضيحات للشعب الأميركي”، مؤكدا أنه “تصعيد هائل في منطقة خطيرة أساسا”.

ودعا الأمين العام لحزب الله اللبناني المدعوم من إيران إلى “القصاص من قتلة” الجنرال الإيراني قاسم سليماني.

وقال حسن نصر الله في بيان “القصاص العادل من قتلته المجرمين الذين هم أسوأ أشرار هذا العالم سيكون مسؤولية وأمانة وفعل كل المقاومين والمجاهدين على امتداد العالم”.

أما الرئيس السوري بشار الأسد، فقال  إن الشعب السوري “لن ينسى” وقوف القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني إلى جانب جيش بلاده بعد اندلاع النزاع المستمر منذ نحو تسع سنوات.

وكتب الرئيس السوري في برقية تعزية وجهها إلى مرشد الجمهورية الإسلامية ونقلت مضمونها وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” “سيبقى ذكر الشهيد سليماني خالدا في ضمائر الشعب السوري الذي لن ينسى وقوفه إلى جانب الجيش العربي السوري في دفاعه عن سوريا ضد الإرهاب وداعميه، وبصماته الجلية في العديد من الانتصارات ضد التنظيمات الإرهابية”.

وفي وقت سابق نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر في وزارة الخارجية السورية قوله إن سوريا “واثقة بأن هذا العدوان الأميركي الجبان الذي أدى إلى ارتقاء كوكبة استثنائية من قادة المقاومة لن يؤدي إلا إلى المزيد من الإصرار”.

وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أن اغتيال سليماني يهدد “بتفاقم خطير للوضع” في الشرق الأوسط.

وقال الكرملين في بيان “لقد لوحظ أن هذا العمل يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الوضع في المنطقة بشكل خطير”.

ونقلت وكالتا ريا نوفوستي وتاس عن وزارة الخارجية أن مقتل سليماني “خطوة مغامرة ستفاقم التوتر في أنحاء المنطقة”. وأضافت الوزارة “سليماني خدم قضية حماية مصالح إيران القومية بإخلاص. تعازينا الصادقة للشعب الإيراني”.

ودعت الصين إلى ضبط النفس من جميع الأطراف “وخصوصا الولايات المتحدة” بعد مقتل الجنرال قاسم سليماني.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية غينغ شوانغ لصحافيين “نحض الأطراف المعنية، وخصوصا الولايات المتحدة، على الحفاظ على الهدوء وممارسة ضبط النفس لتجنب المزيد من تصعيد التوتر”.

الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش قال من جهته،  إن “العالم لا يمكنه تحمل حرب جديدة في الخليج”.

ودعا الأمين العام “القادة إلى التحلي بأقصى حالات ضبط النفس” في هذا الظرف المتوتر”.

فيما أعلن حلف شمال الأطلسي انه “يراقب الوضع من كثب”. وقال ناطق باسم الحلف لوكالة فرانس برس ان “حلف شمال الأطلسي يراقب الوضع في المنطقة من كثب. نبقى على اتصال وثيق ومنتظم مع السلطات الأميركية”.

ودعا رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال إلى “وقف دوامة العنف والاستفزازات والردود” في العراق بعد مقتل الجنرال سليماني. وأضاف في تغريدة “يجب تجنب التصعيد بأي ثمن”.

بدوره حض وزير الخارجية الأوروبي جوزيف بوريل “جميع الجهات الفاعلة المعنية وشركاءها (…) على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس” بعد اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني في هجوم أميركي في بغداد.

ودعا بوريل إلى “التحلي بالمسؤولية في هذا الوقت الحاسم”، مؤكدا أن “أزمة أخرى قد تهدد جهود سنوات ب ذلت من أجل استقرار العراق”.

وقالت الرئاسة الفرنسية  في بيان انه خلال اتصال هاتفي مع بوتين ذكر الرئيس الفرنسي “بتمسك فرنسا بسيادة وامن العراق واستقرار المنطقة” داعيا إيران إلى “العودة سريعا إلى الاحترام الكامل لالتزاماتها النووية والامتناع عن اي استفزاز

وكانت وزيرة الشؤون الأوروبية أميلي دو مونشالان قالت سابقا أن “التصعيد العسكري خطير دائما”.

وقالت اولريكي ديمير الناطقة باسم المستشارة الألمانية انغيلا ميركل “نحن في مرحلة خطيرة من التصعيد، من المهم الآن التحلي بضبط النفس للمساهمة في خفض التصعيد”. وأضافت “نحن أيضا ننظر إلى أنشطة إيران في المنطقة بقلق شديد” لكنها حذرت من أن النزاعات “لا يمكن أن تحل إلا عبر السبل الدبلوماسية”.

وقال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب في بيان “كنا نرى على الدوام التهديد العدائي” الذي يشكله فيلق القدس بقيادة الجنرال سليماني، مضيفا “بعد مقتله نحض كل الأطراف على خفض التصعيد. اندلاع نزاع جديد ليس في مصلحتنا”.

و أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بقرار الرئيس الأميركي التصرف “بسرعة وبقوة وبحزم” عبر شن ضربة أدت إلى مقتل الجنرال سليماني في العراق.

وقال عند مغادرته اليونان قاطعا زيارته للعودة إلى إسرائيل، “مثلما يحق لإسرائيل الدفاع عن نفسها يحق للولايات المتحدة الدفاع عن نفسها”.

Related Posts

خريطة المغرب الكاملة ترفرف في قمة الرقابة المالية بجنوب إفريقيا: إشعاع دبلوماسي ورسائل قوية.

شاركت زينب العدوي، الرئيس الأول للمجلس الأعلى للحسابات، على رأس وفد مغربي في قمة الأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة لدول مجموعة العشرين، المنعقدة يومي 24 و25 يونيو 2025 بمدينة جوهانسبورغ،…

المغرب يتولى رئاسة لجنة أممية للفضاء بفيينا بدعم إفريقي بالإجماع.

في خطوة تعكس الثقة الدولية والإفريقية في الكفاءات المغربية، انتُخب المغرب، اليوم الأربعاء في فيينا، بالتزكية لرئاسة الدورة الـ68 للجنة استخدام الفضاء الخارجي في الأغراض السلمية التابعة للأمم المتحدة (COPUOS)،…

اترك تعليقاً

You Missed

القصر الكبير: تعيين جديد على رأس مصلحة شرطة المرور…. الضابط مصطفى الشاوي أمام تحديات كبرى.

القصر الكبير: تعيين جديد على رأس مصلحة شرطة المرور…. الضابط مصطفى الشاوي أمام تحديات كبرى.

قصف إرهابي على السمارة يكشف الوجه الدموي للبوليساريو.. والجزائر في قفص الاتهام.

قصف إرهابي على السمارة يكشف الوجه الدموي للبوليساريو.. والجزائر في قفص الاتهام.

إحباط مخطط إرهابي خطير في الرباط بتنسيق مغربي-فرنسي.

إحباط مخطط إرهابي خطير في الرباط بتنسيق مغربي-فرنسي.

طرفاية: مدير متحف أنطوان دو سانت إكزوبيري يسلط الضوء على تاريخ المتحف ومكانته الرمزية.

طرفاية: مدير متحف أنطوان دو سانت إكزوبيري يسلط الضوء على تاريخ المتحف ومكانته الرمزية.

خريطة المغرب الكاملة ترفرف في قمة الرقابة المالية بجنوب إفريقيا: إشعاع دبلوماسي ورسائل قوية.

خريطة المغرب الكاملة ترفرف في قمة الرقابة المالية بجنوب إفريقيا: إشعاع دبلوماسي ورسائل قوية.

المغرب يتولى رئاسة لجنة أممية للفضاء بفيينا بدعم إفريقي بالإجماع.

المغرب يتولى رئاسة لجنة أممية للفضاء بفيينا بدعم إفريقي بالإجماع.