

هوسبريس – متابعة
أكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، السيد مصطفى الكثيري، اليوم الجمعة بالرباط، على أهمية اطلاع مغاربة العالم على حيثيات وتفاصيل ذاكرة الوطن باعتبارها منبع الإحساس بالمواطنة والقيم الوطنية.
وأوضح الكثيري، في ندوة وطنية نظمها المرصد الأوروبي المغربي للهجرة بشراكة مع الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، والمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، في موضوع “ماذا بعد عشرين سنة من الإنجازات؟ مغاربة العالم، أي تفعيل للنموذج التنموي الجديد؟: رؤية رسالة وشهادات”، أن ذاكرة الوطن هي تلك المحطات التاريخية المفصلية التي حددت مصير المغرب الذي نعيش فيه اليوم، والتي يجب أن تحفظ عن ظهر قلب ومن ثم يتم التدبر في معانيها ومغازيها وفي دروسها وعبرها، والاغتراف من معين قيمها وأخلاقها. وذكر المندوب السامي بأن تعريف منظومة القيم الوطنية كان يتحدد خلال فترة الكفاح الوطني من أجل الاستقلال في التضحية في سبيل الوطن بالمال والنفس، لكن تعريفها اليوم تغير وأضحت تعرف بأنها ذلك السلوك الإيجابي تجاه الوطن، ومعرفة رموز الوطن، ورايته، ونشيده الوطني، وعاداته وتقاليده ولغاته، ولباسه الشعبي وآثاره، والاهتمام بقضاياه الوطنية والدفاع عنها في المحافل والمنتديات الدولية ونصرة الوطن في كل ما يتصل بمصيره السياسي ومستقبله الاقتصادي.
وأضاف أن التطرق للقيم الوطنية مع مغاربة العالم يقتضي إعمال أدوات جديدة ومستحدثة، يتطلب أولا إتقان لغات غير لغة الوطن الذي أنتج تلك القيم، ويتطلب فهم ذلك المغربي المقيم في بلد الاستقبال، وفهم التيارات الثقافية التي يمتح منها، والتجاذبات السياسية التي يعيش في كنفها، والنظام التعليمي الذي يؤطره ويؤسس لمنطلقاته الفكرية ومرتكزاته العلمية وتوجهاته التحليلية.
من جهته، قال رئيس المرصد الأوروبي المغربي للهجرة، علي زبير، إن هذا اللقاء يتزامن مع الذكرى العشرين لتربع جلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه الميامين، مشيرا إلى أنها تعتبر فرصة للتذكير بالامتنان الذي يستشعره أفراد الجالية المغربية بالخارج إزاء الاهتمام الذي يوليه جلالة الملك لهم وعزمهم على الانخراط في الأوراش الوطنية التي أعلنها جلالته، ومن ضمنها إنجاح ورش الديمقراطية التشاركية والعمل المشترك بين مختلف الأطر داخل وخارج البلد.