تتفتح ورود قلعة مكونة مرة في كل سنة على ايقاعات و اساليب التعبير الجمالي لثقافة الفن الملتزم والحامل لرسائل وهموم الشباب الذي لطالما نادى بتحسين ظروف عيشه ومطالبته لحقوقه بوسائل مشروعة عديدة ومختلفة ابرزها الفن بتلاوينه .

وتعد ايقونة رشيد ازا رمزا للفن الناضج الذي يعبر عن الثقافة المحلية لواحة دادس ومكون بالجنوب الشرقي المغربي، فن لطيف الوقع على من يتذوقه دقيق التركيب وشجي الالحان ثابت الاوزان حامل للرسالة .

فقد حمل رشيد الضريف الملقب برشيد ازا مشعل مجموعته الغنائية الفريدة من نوعها بادخالها ومزجها الحان الة القيتارة الغربية مع الكلمات الامازيغية الضاربة في اعماق التاريخ منذ سنة 2006 واستطاع ان يبصم الساحة الوطنية من خلال انتاجه لثلاث البومات والرابع في طور التسجيل اضافة الى العديد من الاشرطة المرئية المتوفرة على قناته الخاصة في اليوتوب .

نضوج فني عظيم نتيجة مجهودات وتضحيات واعمال عدة سنوات بحلوها ومرها . اعمال فتحت له فرصة المشاركة في تظاهرات وطنية كالملتقى الدولي للورود العطري و مهرجان تملسا ببومالن و اللوز بامغران والواحات والتراث والقصبات … جال من خلالها مختلف ربوع المملكة ولتقى بمعجبيه في محطات استمد منها التعود على الاستمرارية والمتابرة .

مسيرة غنية اوصلته اليوم الى احياء اول سهرة على القناة الامازيغية المغربية عبر برنامج من تقديم المنشطة الرائعة فدوى في برنامج اسايس نو زاوان .

وأكد رشيد ازا من خلال لقائنا معه على ان الطاقات المحلية فنانين واعلاميين وموهوبين والعاملين في مختلف المجالات يحتاج كل منهم اليوم الى الاخر لخلق جو تعاوني كل واحد في مكانه يحتاج الى الاخر .

واشار الى دور و اهمية مواقع التواصل و المواقع الصحفية والاعلام عموما في تسليط الضوء و الالتفاتة الى الفنانين ومواكبة اعمالهم و ظروفهم الاجتماعية ومسيرتهم الفنية و التعريف بمستجداتهم كما كان العهد بهم منذ البداية ، لما لها من قوة الدفع بالفنان الى النجومية و بالقافلة الفنية بالمنطقة الى العالمية تشجيعا للعطاء الفني وانتصارا لمبادئ الفن الانساني الهاذف .

هي اذا ثلاثة عشر سنة من التضحية والعطاء والصمود والفن الملتزم والابداع راكم من خلالها الفنان رشيد ازا تجربة كبيرة جعلته الى جانب المحترفين لالة القيتارة والايقاع الامازيغي الدقيق و المتماسك ، و صرح لنا رشيد ازا تحت مقولة مفاذها ” ان عدو الابداع هو التقليد” بان الجنوب الشرقي اليوم يعرف منافسة نبيلة وشريفة تعتمذ الابداع والتطور منافسة ساهمت في تحسين الاداء وتجاوزت الاقصاء والتجاهل الذي طالها منذ سنوات مضت ، ودعى الفنانين الشباب الى التركيز على بناء مستقبلهم من خلال التعليم و التكوين و العمل بالموازاة مع الفن اخذا على سيره كونه يمتهن الحلاقة في محله المعروف في مركز مدينة الورود نظرا لقلة حظوظ الفنان بالمنطقة في جعل الفن وحده مصدرا لاكتفاء و تلبية احتياجاته المادية ومتطلبات الوقت المتزايدة لان مسيرة الاستمرار تتطلب الانطلاق من الذات و ليس الغير .

ولم ينسى رشيد ازا ان يستغل الفرصة ليوجه طلب الى الجهات المسؤولة بالتفكير في المزيد من الفضاءات للفنان لتحسين الجودة و خلق متنفس للفنانين و المواهب الجديدة لصقلها واكتشافها .

واخيرا ارسل كلمة شكر عطرةالى كل من ساهم في مسيرته الفنية من قريب او من بعيد ابتداء من جمهوره المخلص وصولا الى كل المؤسسات التي تساند الفن الملتزم والحامل للقيم النبيلة . ويضرب لكم موعدا في السهرة التي سيحييها قريبا على القناة التلفزية الثامنة المغربية ، متمنيا ان يكون عند حسن ظن جمهوره الوفي .