
هوسبريس
دقائق قليلة على انتخاب مصطفى المفرك امينا عاما جديدا لجبهة القوى الديموقراطية باجماع مؤتمري المؤتمر الوطني الاستثنائي في سيدي بوزيد، الجديدة، يوم الاحد الاخير، حتى أطلت الاشارات الاولى للدعم الذي يحتاجه الحزب ليتعافى من الازمة البنيوية التي سببها له مصطفى بنعلي.
اولى هذه الاشارات. جاءت من احد اقطاب الرعيل الاول، السي احمد بوراوين، الذي تبرع للحزب في نسخته الجديدة، باربعة مقرات، ما احوجه اليها، في كل من: آسفي ، وجمعة السحايم ، وحد البحاتي، وداير القايد السي عيسى.
السي احمد بوراوين، لم ينس الجبهة التي كان احد اقطابها في سنوات عزها في عهد المرحوم التهامي الخياري، اشارته هاته، تختزل رسالة نبيلة وقوية، يؤكد من خلالها انه لا يريد ان يتخلف عن الجبهة، وهي في عز الحاجة الى كل مناضليها الشرفاء، قدامى وجدد، من اجل اعادة الروح الى اوصالها التي فككها، مصطفى بنعلي. مثلما هي رسالة الى كل الغاضبين، لان يعودوا من جديد، ولا يبخلوا بالتعاون مع القيادة الجديدة، لاعادة التوهج الى هذا الارث السياسي والمجتمعي والنضالي الذي قتل فيه الامين العام السابق كل شيء ينبض بالحياة، عصف بكل طموحاته، وفصله عن المجتمع، محولا اياه الى مجرد دكان صغير، يببع فيه الوهم للواهمين، واحاط به زمرة من المتمصلحين، الذين لا هم لهم غير ما يدخل جيوبهم، فضاع المشروع المجتمعي للحزب، وضاعت جريدة المنعطف، وغرق الحزب في ركام من الديون، وكان على وشك ان يصبح تحت التراب، عبر دفنه بكل تاريخه، داخل حزب العهد، ليتلف بنعلي معالم الجريمة، وينفذ بجلده من المساءلة حول واقع البؤس الذي اضحى عليه الحزب.
لكن ارادة الله كانت اقوى، فنجت الجبهة من هذا المشروع التصفوي الحقير.
واليوم. اصبحت على رأسها قيادة غيورة، لديها ايمان حقيقي بالمستقبل، ربحها الحقيقي هو ان يعود الحزب الى انتشاره، ويصبح مثلما كان قبل سنوات، قبل ان يإتي بنعلي، الذي حوله الى مجرد منفذ للوصول الى المال العام، حتى جريدة المنعطف طمع في الدعم الذي تمنحه لها وزارة الثقافة والاتصال، فجوع الصحافيين وشردهم، زهاء عام نصف وهم يشتغلون دون اجر.
اشارة السي احمد بوراوين، وحضور الاسماء القديمة التي كانت غاضبة اشغال المؤتمر الاستثنائي، كلها رسائل ايجابية، ومؤشرات خير، تؤكد ان القادم احسن، بعد تخليص الحزب من بنعلي الذي نفر الجميع من الحزب و السياسة.