
هوسبريس –خالد غوتي
في مشهد مؤلم، تحولت الحقول الخضراء بقرية تشديرت التابعة لإقليم الحوز مساء الاثنين، إلى لوحات بيضاء غطّاها البَرَد، بعدما اجتاحت المنطقة عاصفة قوية ألحقت خسائر فادحة بالمحاصيل الزراعية، وأتلفت محاصيل الأشجار المثمرة التي تُعدّ المورد الرئيسي لعيش الساكنة.
الفلاحون الذين كانوا يعقدون آمالاً كبيرة على موسم فلاحي واعد، وجدوا أنفسهم أمام كارثة طبيعية غير متوقعة، بعدما أتت التساقطات الكثيفة للبَرَد على ثمار الزيتون واللوز والخضر، تاركة وراءها حسرةً عميقة وخوفاً كبيراً من تداعيات اقتصادية صعبة قد تُثقل كاهلهم في الأشهر المقبلة.
وكانت المديرية العامة للأرصاد الجوية قد أصدرت نشرة إنذارية من مستوى يقظة برتقالي، حذرت فيها من زخات رعدية قوية مصحوبة بالبَرَد وهبات رياح عاصفة، قد تصل مقاييسها إلى ما بين 20 و40 ملم في أقاليم الحوز، ورزازات، وتارودانت، وذلك من الثالثة بعد الزوال إلى الحادية عشرة ليلاً.
النشرة نفسها نبهت أيضاً إلى موجة حر مفرطة مصحوبة برياح شرقية “الشركي”، من المتوقع أن ترفع درجات الحرارة إلى ما بين 44 و47 درجة مئوية بعدد من الأقاليم الجنوبية، من بينها طاطا، أسا-الزاك، السمارة، بوجدور، وادي الذهب وأوسرد.
وبين صدمة الفلاحين وقلق الساكنة، تتعالى الأصوات مطالبةً بضرورة تدخل الجهات المختصة لإيجاد حلول عاجلة، ودعم الأسر المتضررة التي تعتمد بشكل كلي على عائدات هذه المحاصيل لتأمين قوتها اليومي.
لقد كانت ليلة الاثنين شاهدة على قوة الطبيعة حينما تغضب، وعلى هشاشة الفلاح البسيط أمام كوارث مناخية متكررة، لا تترك خلفها سوى الخراب والآهات.