
هوسبريس_خالد غوتي
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن تعيين ريتشارد ديوك بوشان سفيراً جديداً للولايات المتحدة الأمريكية لدى المملكة المغربية، وفق ما أفادت به لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، ويأتي هذا التعيين في ظرفية دولية دقيقة، وسط ترقب كبير لمستقبل العلاقات المغربية الأمريكية بعد عودة ترامب إلى البيت الأبيض.
يُعتبر ديوك بوشان شخصية ذات مسار متنوع يجمع بين الخبرة المالية والحنكة الدبلوماسية، وُلد عام 1963، وتلقى تعليمه الجامعي في الاقتصاد واللغة الإسبانية بجامعة نورث كارولينا، قبل أن يحصل على ماجستير في إدارة الأعمال من كلية هارفارد للأعمال، إحدى أبرز المؤسسات الأكاديمية في العالم، وقد انطلق مشواره المهني في عالم المال، حيث اشتغل في شركة “ميريل لينش” الشهيرة، واكتسب خبرة كبيرة في تمويل الشركات والاستثمار المصرفي.
لاحقًا، دخل بوشان عالم الدبلوماسية من بابه الواسع، بتعيينه سفيراً للولايات المتحدة لدى كل من إسبانيا وأندورا بين سنتي 2017 و2021، وهي الفترة التي شهدت تعزيزًا ملحوظًا في العلاقات الثنائية، خصوصًا على المستويين التجاري والثقافي، بالإضافة إلى معالجة قضايا ضريبية والتشجيع على التبادلات الأكاديمية والفنية.
كما تولى بوشان مهام رئيس الشؤون المالية للجنة الوطنية للحزب الجمهوري، مما عزز من حضوره السياسي داخل الإدارة الأمريكية.
ويُنتظر أن يسهم تعيين بوشان في إعطاء دفعة جديدة للعلاقات بين واشنطن والرباط، بالنظر إلى خلفيته المزدوجة في المال والدبلوماسية، وقدرته على توظيفها لدفع التعاون في مجالات الاستثمار، الأمن، الثقافة والتعليم.
وتجدر الإشارة إلى أن العلاقات المغربية الأمريكية تمتاز بمتانتها التاريخية، إذ كان المغرب أول دولة في العالم تعترف باستقلال الولايات المتحدة سنة 1777، وهو ما يمنح هذه الشراكة طابعاً استراتيجياً متجذراً.
تعيين بوشان يفتح إذن صفحة جديدة في سجل هذه العلاقة المتميزة، وسط آمال متبادلة بتعزيز الحوار الاستراتيجي وتوسيع آفاق التعاون في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية الراهنة.