
هوسبريس_خالد غوتي
في مشهد صادم ومحبط، خسر المنتخب المغربي للسيدات نهائي كأس إفريقيا أمام نظيره النيجيري، ليس فقط بسبب أداء رياضي، بل بفعل قرار تحكيمي أثار عاصفة من الغضب والشكوك، فبينما كانت لبؤات الأطلس على بعد خطوة من معانقة المجد، تدخلت تقنية الفيديو (VAR) لإلغاء ضربة جزاء كانت واضحة وضوح الشمس، وأعادت المباراة إلى مسار مغاير تمامًا.
ضربة جزاء واضحة… والـVAR يتدخل ضد المنطق
في الدقائق الأخيرة من اللقاء، أعلنت حكمة الوسط عن ضربة جزاء مستحقة للمغرب، بعد لمسة يد داخل منطقة الجزاء لا يختلف بشأنها اثنان، القرار أعاد الأمل للمغاربة، وأشعل الحماس في المدرجات. لكن ما لبثت هذه الآمال أن تبددت حين تدخلت تقنية الـVAR، وألغت القرار بدعوى لم تُدعّم بأي لقطة مقنعة، في سابقة تحكيمية تطرح أكثر من علامة استفهام.
إخفاق الإخراج المغربي في لحظة حاسمة
ما زاد من حدة الغضب أن الإخراج التلفزيوني للمباراة – والذي كان من تنفيذ فريق مغربي – فشل في عرض لقطات واضحة للواقعة الحاسمة، ما حرم الجماهير والرأي العام من تكوين رأي مستقل حول مدى صحة القرار، إخفاق مهني بهذا الحجم لا يُغتفر في مباراة نهائية، خاصة عندما يتعلق الأمر بلقطة قد تغيّر مصير التتويج.
الإخراج لم يكن فقط عاجزًا عن توضيح الحقيقة، بل بدا وكأنه يسهم في تعتيمها، في لحظة كانت تتطلب أقصى درجات المهنية والشفافية.
نفوذ غائب وصمت ثقيل
الفضيحة التحكيمية أعادت إلى الواجهة النقاش حول موقع المغرب داخل الكاف، ودور رئيس الجامعة فوزي لقجع، العضو في المكتب التنفيذي للاتحاد الإفريقي، فرغم هذا التمثيل، لم نرَ أي تحرك حازم أو موقف رسمي يُدين ما جرى، وهو ما يعكس هشاشة التأثير المغربي داخل الكواليس القارية، حتى في البطولات التي تُقام على أرضه.
حياد مكلف… أم عقدة جغرافية؟
ما حدث ليس معزولًا عن سياق أوسع، حيث يظهر لقجع حريصًا على “الحياد الزائد” داخل الكاف، تفاديًا لأي اتهام من الجارة الشرقية بتأثيره على القرارات. إلا أن هذا الحذر بلغ حدًا بدأت فيه الكرة المغربية تدفع الثمن من هيبتها ومكانتها القارية، كما وقع في نهائي السيدات.
متى نملك قرارنا داخل الكاف؟
ما حدث في نهائي السيدات لا يمكن عزله عن تكرار مسلسل المظالم التحكيمية ضد المنتخبات والأندية المغربية في السنوات الأخيرة، هو ناقوس خطر يدق بقوة، ويطالب بإعادة ترتيب أوراق التمثيل المغربي داخل الاتحاد القاري، وإرساء قواعد واضحة للدفاع عن الحقوق الرياضية.
فإذا كان المنتخب المغربي لا يستطيع نيل حقه في ملعبه، وبين جماهيره، فكيف يمكنه المطالبة بإنصافه في ملاعب القارات الأخرى؟