
أثارت مشاهد مصوّرة من داخل مؤسسة لرعاية الأطفال بفاس موجة غضب عارمة في أوساط الحقوقيين والمدنيين، بعد تداول مقطع فيديو يُظهر أوضاعاً مزرية داخل دار “المستقبل” التابعة لمركب الوفاء، حيث ظهرت قاعة الطعام بدون كراسٍ، وطاولات مهترئة، وأرضية متّسخة بالشاي، في مشهد يعكس غياب أبسط شروط الكرامة والرعاية.
ورغم توضيحات مسؤولي الجمعية المشرفة بأن الفيديو يعود لمؤسسة سبق وأن صدر قرار بإخلائها، إلا أن مصادر محلية أكدت أن المؤسستين تُدبّران من طرف الجمعية ذاتها، مما زاد من حدة الانتقادات حول تدبير هذه الدور وغياب المراقبة الجدية من الجهات المعنية.
الناشطة المدنية إلهام بلفليحي اعتبرت أن هذه الوضعية “تمس بصورة المغرب وتنسف التزاماته الدولية في مجال حقوق الطفل”، مؤكدة أن “الحكومة تتحمل المسؤولية كاملة، ليس فقط من خلال إعداد دفاتر التحملات، بل في تتبع تنفيذها ومراقبتها بصرامة”.
من جهته، وصف رئيس المركز المغربي لحقوق الإنسان واقع هذه المؤسسات بـ”البئيس”، قائلاً إن أغلب دور الرعاية بالمملكة تعاني نفس الاختلالات، من ضعف في التسيير، إلى غياب الدعم النفسي والتربوي، مروراً بإهمال بيئة الإقامة وسوء التغذية، مضيفاً أن “هذه المؤسسات تحوّلت من فضاءات للحماية إلى بيئة طاردة، تدفع الأطفال نحو الشارع والانحراف”.
وختم الفاعلون الحقوقيون انتقاداتهم بالتشديد على أن الدولة مطالبة بإعادة النظر في نموذج تدبير مؤسسات الرعاية، واعتماد مقاربة اجتماعية حقيقية تحفظ كرامة الأطفال وتكفل لهم مستقبلاً آمناً.