
الدار البيضاء – عاش ركاب طائرة مغربية خاصة لحظات عصيبة، صباح الأحد 6 يوليوز 2025، بعدما اضطرت طائرتهم، التي أقلعت من مطار مراكش المنارة في اتجاه جزيرة مايوركا الإسبانية، إلى تنفيذ هبوط اضطراري بمطار محمد الخامس الدولي، إثر فقدان إحدى عجلاتها بعد دقائق من الإقلاع.
الطائرة، من طراز “سيسنا” والمُشغّلة من طرف شركة “Sarah Airways”، كانت تؤمن رحلة خاصة تقل أربعة ركاب، قبل أن يكتشف طاقمها خلال التحليق الأولي حدوث خلل تقني خطير تمثل في سقوط إحدى العجلات، وهو ما استدعى تفعيل بروتوكول الطوارئ الجوي بشكل فوري.
وأمام هذا الوضع الحرج، قرر طاقم الطائرة التحليق لفترة أطول في الأجواء لتقليل كمية الوقود وتخفيض خطر الانفجار أو الحريق أثناء الهبوط، في حين استنفرت السلطات الجوية مختلف أجهزتها، وتم تفعيل خطة تدخل شاملة، شملت التنسيق بين مصالح المراقبة الجوية، الوقاية المدنية، فرق المطافئ، ووحدات الدعم الفني التي تمركزت على مدرج الهبوط تحسبًا لأي طارئ.
ورغم صعوبة الظروف التقنية والنفسية، تمكنت الطائرة من الهبوط بسلام بمطار محمد الخامس، دون تسجيل أية إصابات في صفوف الركاب أو الطاقم، وسط ارتياح كبير وترحيب من طواقم الإنقاذ التي كانت على أهبة الاستعداد.
الحادث، الذي كاد أن يتحول إلى مأساة، يسلط الضوء مجددًا على ضرورة تعزيز معايير السلامة والمراقبة التقنية على الطيران الخاص داخل المغرب، لاسيما في ظل تزايد نشاط هذا القطاع، الذي لا يخضع لنفس مستويات الرقابة الصارمة المفروضة على شركات الطيران التجاري.
وفي انتظار نتائج التحقيق الرسمي، يبقى الحادث بمثابة جرس إنذار يستوجب مراجعة دقيقة لإجراءات الصيانة والمراقبة التي تخضع لها الطائرات الخاصة، حفاظًا على سلامة الركاب وضمانًا لأمن الملاحة الجوية الوطنية.