في زمن تُصنع فيه الفوارق بالكفاءة لا بالضجيج، تبرز الأستاذة سميرة الزياني كأحد الوجوه القانونية اللامعة التي جمعت بين عمق الانتماء وبُعد الرؤية، ريفية الأصل، نهلت من بساطة الأرض وصدقها، وترعرعت في مدينة الصخيرات، حيث بدأت رحلتها التعليمية من مدرسة محيجر، ثم إعدادية الإدريسي، فثانوية مولاي عبد الله، واضعة لبنات شخصية صلبة ومثقفة منذ نعومة أظافرها.
لم يكن التحصيل العلمي لديها مجرد هدف، بل بوابة نحو أفق أوسع، التحقت بكلية الحقوق أكدال، جامعة محمد الخامس، وحازت الإجازة ثم الماستر، بتفوق وشغف بالقانون كوسيلة لتحقيق التغيير، وفي سنة 2012، اختارت أن تدخل غمار المحاماة، لا كوظيفة، بل كموقف إنساني ورسالة.
بحنكتها القانونية، وبلاغتها الترافعية، استطاعت سميرة الزياني أن تفرض مكانتها كأحد الأصوات النسائية الجادة والمدافعة بإخلاص عن قيم الحرية، الكرامة، والعدالة. حضورها في المحاكم ليس مجرد تمثيل قانوني، بل امتداد لنضال بدأ من الصخيرات، حيث تعلمت أولى أبجديات النضال من أجل الإنسان.
هي ليست فقط محامية، بل قدوة، واسم يبعث على الفخر، ونموذجٌ حيّ للمرأة المغربية التي ترتقي بالفكر، وتسمو بالموقف، وتنتصر للحق بلا هوادة.