2020 سنة قلبت الموازين..ولكنها أهدت المغرب اعتراف واشنطن بمغربية صحرائه

عبدالنبي مصلوحي

ستَذكُر البشرية بكل دول العالم أن سنة 2020 التي على وشك مغادرتنا دون القدرة على حذف مخلفاتها من حياتنا لم تكن مثالية، كل البشرية تمنت في مثل هذا اليوم من العام الماضي أن تكون السنة “2020” مليئة بالمتعة والانجازات الايجابية وتحسن الأحوال، ولكن ما حدث لم يكن في الحسبان، ولا دار في خلد أحد من ساسة الكون، ما حدث بعد اسابيع قليلة من بداية العام زلزل التوقعات وأقبر أحلام الدول والأشخاص، بل قلب كل الموازين رأسا على عقب، فيروس لم تكن زيارته للكون عادية كما باقي الفيروسات، بخلاف ما اعتقد الناس في البداية من أنه سيمر بسرعة وأن ما بدأ يشعر به العالم من مخاوف مجرد كابوس لحظي، بدأ المرض ينتشر بسرعة ويحصد المزيد من الأرواح، وما هي إلا اسابيع من ظهوره حتى أدرك العالم أن الأمر يتعلق بوباء فتاك، انكبت معه مراكز البحث العلمي في الدول على البحث عن لقاح يصده ويعيد الأمل لمستقبل البشرية، وفعلا كانت للعلم كلمته في الموضوع، وتوصل في كثير من الدول الى “اللقاح”، وبدأت بالفعل عملية التطعيم في أكثر من مكان في العالم ضد هذا الفيروس الفتاك بعد اختبارات توصف بأنها ناجحة،  على أمل العودة خلال العام الجديد الذي نستقبله الى حياتنا الطبيعية التي لا خوف فيها ولا رهبة من فيروس كورونا اللعين.

لكن على الرغم من المتاعب والمشاكل التي عرفتها سنة 2020 بسبب الفيروس التاجي، اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا، فإنها ابت إلا أن تقدم هدية كبيرة للمغرب قبل رحيلها، هدية أفرحت الشعب المغربي وأنسته محن كورونا، وبالنسبة لخصوم وحدتنا الترابية شكلت زلزالا بعثر كل حساباتهم ، ويتعلق الأمر باعتراف أمريكا بسيادة المملكة المغربية على صحرائها..هذه السنة الصعبة أبت إلا أن تُنسي المغاربة ما زرعه الفيروس اللعين فيهم من رعب، وتهديهم فرحة الحدث، وأي حدث، إنه الحدث الذي قضى على حلم جبهة البوليساريو ومعها الجزائر حاضنتها، ولهذا سيبقى تاريخ هذا الاعتراف الذي هو 10 دجنبر 2020 محفورا في ذاكرة المغاربة وفي سجل  الدبلوماسية المغربية، التي توجت عمل سنين بالتوصل الى هذه النتيجة مع ادارة واشنطن.

ولمن لا يعرف قيمة و أهمية هذا الحدث، فإنه يعتبر ثالث أهم حدث  في تاريخ النزاع حول الصحراء المغربية، بعد الانسحاب الاسباني عام 1975 من الصحراء المغربية، ثم التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار سنة 1991.

ويتوقع المتابعون، أن يشجع هذا الاعتراف الامريكي بمغربية الصحراء دولا أخرى على الاعتراف العلني.

عموما، اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء في نهاية هذه السنة الصعبة وعزمها على فتح قنصلية بمدينة الداخلة ، يعتبر أكبر هدية للشعب المغربي، واختراقا استراتيجيا للدبلوماسية المغربية، وانتصار كبيرا يُنهي أحلام البوليساريو والجزائر..حدث أنسانا محنة كورونا.

اترك تعليقاً