رزق المدني يكتب:”خلي” الطبق مستور

رزق المدني صحافي مصري مقيم في المغرب

و نحن صغار.. كانوا يقصون لنا عن حكايات أمنا الغولة  والراجل أبو رجٍل مسلوخة، وامثال كثيرة مثل امشي جنب الحيط و خلى الطبق مستور..

امتثلنا لأمثالهم ومشينا جنب الحيط حتى تهالك الحائط وهشم رؤوسنا، لأننا لم ننتبه الى أنه كان علينا أن نرممه..

خلي الطبق مستور، في حقيقته أنه يعبر بصدق عن الوضع العربي الذي لا يسر إلا الببغاوات ساكني القصور..

صحيح خرافة امنا الغولة كانت صناعة الامهات المقهورات ممن غلبهن الفقر المستدام و كد طيلة النهار لينام صغارهن بعد أن نام الكبار عن أوجاعهم..أما الخرافة الأكبر في تاريخ شعوبنا فكانت من صناعة الأنظمة العربية، دسوها لنا نتجرعها ونكتبها و نقرؤها ونمتحن فيها آخر العام. وحين نتخرج يجب أن نرددها كما يفعل فقهاؤنا السياسيون حتى لا نكتشف ما تحت الطبق المستور… أن صراعنا العربي مع الكيان الإسرائيلي. !!.

عقود من التغييب وحين كبرنا إكتشفنا أن كتبهم صفراء و تاريخهم مزور و كتابهم متلونون.. لأن الحقيقة الواضحة التي غيبوها عنا طيلة هذه السنين، هي أن االصراع لم يكن يوما عربيا إسرائيليا، و إنما عربيا عربيا ..عودوا إلى محاضر إجتماعاتهم الجماعية والفردية..أسألوا شهود العيان ..هل مر علينا يوم لم يختبئ العربي لأخيه العربي خلف الحدود المعوجة أو خلف قاهر و غاصب وصاحب مصالح..

لست متشائما. ولكن أيها المتفائلون أذكروا لي إسم مشروع عربي يحمل منً كل بلد لبنة ؟

هاتوا لي طريقا معبدا يربط بين بلداننا العربية او حتى طريقا رمليا تسير عليه الإبل؟.

كم مرة إجتمع العرب ولم يختلفوا أو إتفقوا أكثر مما إختلفوا ؟.

نعم توحدوا على رفضهم العلني في الميكروفونات و في خطابهم الشعبوي أمام شعوبهم شمس النهار و حين يحين الليل يا حبيبي تفوح رائحة المضاجعات و التنازلات السياسية في سبيل القضية الفلسطينية و القدس الشريف ..

مؤخرا خرج من يهلل أنه ما طبع إلا لأجل فلسطين و الأقصى!..يطبعون لأجل الصلاة في الأقصى
وهل تركونها في رحالكم ؟
يطبعون لأجل أن يعم السلام …
وهل عممناه بيننا وسلًم كل منا من أذى إخوانه وجيرانه؟.

يقولون تطبيع لأجل المنافع و الإقتصاد ..وهل من الإنسانية ايها المتشدق بالسعادة أن تشبع و تُشبع عدو اخيك وجارك؟.

و هل ضاقت قارات العالم الست بمن تنتفع معهم إلا من لا يأتي من ورائها أي منافع؟.

سيقول قائل وماذا علينا أن نفعل..؟قبل ان نفعل علينا أن نسأل : من نحن…ماذا نريد..؟.. و هل بيننا من لا يريد ؟

انصحوا أولادكم ان يشاهدوا الواقع ولا يقرؤوا ما يكتبه المدلسون، فلعل الوجع ينبت منً يمزق كتبهم ويكتب لنا التاريخ الذي تريده الشعوب..

اترك تعليقاً